جديد المركز

ألف تحية لأمير الحكمة

كلما حدث تغيير ما في المملكة العربية السعودية بسبب وفاة او مرض او ما شابه تجند وسائل الإعلام الصفراء أوراقها وحبرها وأقلامها لتكرار نفس السمفونية وتعزف على أوتار التفرقة والفتنة والتحريض والانتقاد ، كما تبدأ برسم سيناريوهات تتوقع من خلالها «الانشقاقات» ، و»الإنقلابات» ، و»الثورة» من الجيل الجديد على الجيل القديم.
ولكن سرعان ما تكتشف هذه الأقلام المأجورة أنها تسبح في سراب ، وأن توقعاتها مجرد أوهام ، وأن مخيلاتها فيها الكثير من الهلوسة التي لا يصدقها إلا ضعاف النفوس أو فقراء العقول .
وما قرأناه مؤخراً بعد وفاة الأمير نايف بن عبد العزيز ( طيب الله ثراه ) هو نفسه ما سمعناه عند وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وعند وفاة ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز ( تغمدهما الله بواسع رحمته ) ، وهو نفسه ايضاً ما كانت تردده الألسن الشيطانية في فترات زمنية سابقة وما ستردده في فترات زمنية لاحقة .
والرد دائماً يكون عبر انتقال سلس للسلطة من سلفٍ اجتمعت عنده كل الصفات الحميدة الى خلفٍ على قدر كبير من المسؤولية والوعي وحسن الإدراك وعمق الاستشراف . وكيف لا وقد تربوا جميعهم في نفس البيت ، وغرفوا من نفس معين المعرفة ، وكانوا جميعاً مؤتمنين على البلاد والعباد سواء كانوا في مواقع صناعة القرار او في مواقع تنفيذه .
لقد اعتقد البعض ان تاريخ المملكة توقف عند سلطان الخير ، فكان ان خلفه وسهر على ان يكون امتدادا له نايف الأمان والأمن ، وغداً سيسير على خطى الاثنين معاً سلمان امير الحكمة ، ومنبع النصائح ، ورائد التصالح ، وسيد الكلمة الطيبة ، والرأي السديد ، والمشورة الصائبة .
اختبره السعوديون في مواقع الإمارة ، وفي الوزارة ، وفي مجالس الكرام . في وقت الشدائد وفي وقت السلام . وكان هو .. هو لا تغره المناصب ولا تثنيه الصعاب .. مقدام وجريء وذو بصيرة نافذة .. عيناه ترى أبعد من المستقبل ، وقلبه يستوعب كل زمان ومكان ، وصدره يمتص الأفراح والأحزان ، وفكره يعانق من الآراء كل الألوان .
تربع على عرش ولاية العهد ليكون السند والعضد لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ( اطال الله بعمره ) والساعد الباني لوطنه ، والمعين لمواطنيه ، والحامي لدينه وأمته .
به نكبر ، وبنا يزداد شموخه .. وكأني به نخلة تلامس اوراقها السحب وتنحني ثمارها لتصل الى أفواه الناس ، وجذعها يقاوم أعتى الرياح ، وجذورها مغروسة في أرض طيبة طاهرة مشت عليها اقدام الأنبياء ودفنت فيها أجساد الأولياء .
لك منا الف تحية وفاء ، وعهد على السمع والطاعة ، ولنا منك الرعاية والدراية وحسن التدبير لتبقى مملكتنا كطائر الفينيق تولد يومياً من رحم المودة والحب والإخلاص .