عند اندلاع الخلافات بين روسيا وأوكرانيا نتيجة اتهام موسكو لكييف بأنها تسرق كميات من امدادات الغاز دون تسجيلها ، وأنها تتعمد عدم تسديد ما يتوجب عليها من مدفوعات نتيجة استهلاكها الغاز الروسي عمدت موسكو الى وقف امداد أوكرانيا بهذه المادة الحيوية .
هذا الإجراء الروسي أثار حفيظة دول الأتحاد الأوروبي فاتخذت موقفاً معاديا لروسيا وحاولت فيما بعد ان تترجمه الى واقع عملي من خلال تبني مشروع عام 2006 يرمي الى انشاء خط غاز يمتد من بحر قزوين الى اوروبا عبر المجر وأطلقت عليه اسم ” ناباكو ” .
وبعد ذلك بعام، عقدت مؤسسة “غازبروم” الروسية اتفاقا مع الشركة الايطالية (ايني) لمد خط ” ساوث ستريم” او (التيار الجنوبي ) . وشكك مسؤولو الاتحاد الأوروبي حينها بجدوى وفعالية هذا الخط واعتبروه مجرد خدعة إستراتيجية من قبل الروس للضغط على أوكرانيا .
ومع توالي الأيام تبين ان خط الغاز الروسي اكثر جدية وفعالية الامر الذي دفع برئيس وزراء المجر فيكتور اوربان مؤخراً الى التشكيك بالفرص الفعلية لتنفيذ مشروع خط أنابيب “نابوكو” .وقال خلال مداخلة له أمام احد مراكز البحوث السياسية في بروكسل ان المشروع يواجه ” مأزقا”، وبأن شركة الطاقة الهنغارية (مول) ستنسحب منه .
وبنى رئيس الوزراء المجري موقفه على دراسات اعدت بهذا الخصوص وبينت ان خط ” نابوكو” لن يكون قادرا على تأمين عقود توريد ثابتة في منطقة مثل منطقة بحر قزوين، بسبب معارضة موسكو وسعيها لوضع عراقيل أمامه .
وانسحاب المجر من المشروع لا يعني فقط تخلي شركة ” مول ” عنه بل هناك ايضاً مأزقان سيشهدهما المشروع :
المأزق الأول انه لن يبقى في المشروع سوى مؤسستي (أر- في- أي) الألمانية و (او -أم – في )النمساوية .
المأزق الثاني هو ان انضمام المجر الى مشروع ” ساوث ستريم ” يعني عدم السماح لخط انابيب “نابوكو” بالمرور في اراضيها مما يعني توقف المشروع عن امداد اوروبا بالغاز رغم ان رئيس وزراء المجر يطمح ان تكون بلاده ممراً للأنبوبين .
ويبدو ان انضمام المجر الى مشروع انبوب الغاز الروسي قد حقق الكثير من التقدم ولم يبق ، كما يقول رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان ،سوى بعض التعقيدات الاقتصادية البسيطة .
ومعلوم ان هذا الخط الروسي سيمر فرع منه ايضاً في تركيا ومنها الى سوريا ودول عربية مجاورة . مما يعني ان الخط الروسي ليس فقط في موقع المنافسة القوية مع الخط الأوروبي بل ايضاً مع مشروع الخط القطري