مفارقات عجيبة ذات علاقة بالاستثمارات داخل السعودية أو بالاستثمارات السعودية في الخارج . وللحقيقة لم نستطع أن نستوعب ما يحصل بسبب شدة الضبابية التي غلفت بصرنا وبصيرتنا .
ومن أكبر هذه المفارقات أن الأزمة المالية – المصرفية التي حصلت في الولايات المتحدة الأميركية مؤخراً قد تركت تداعيات دولية كبيرة كانت على رأسها في السعودية حيث خسر رجال الأعمال السعوديون نحو 32 مليار دولار مقابل 7 مليارات دولار كانت خسارة رجال الأعمال الفرنسيين و 8 مليارات دولار كانت خسائر رجال الأعمال البلجيكيين .
والمفارقة الأخرى أن السعودية احتلت في العام 2007 المركز الأول في منطقة غرب آسيا في جذب الإستثمارات متقدمة بذلك على تركيا وعلى الإمارات العربية المتحدة إذ تمكنت من جذب 34 % من المبالغ المستثمرة عام 2007 والتي بلغت قيمتها الإجمالية نحو 71 مليار دولار . والمؤكد أن هذه الإستثمارات هي غير وطنية تم جذبها من شركات ومؤسسات ورجال أعمال عرب وغربيين .
فهل من المعقول أن يخاطر رجال الأعمال السعوديون بالاستثمار في اسواق عالمية غير مضمونة النتائج وتتعرض دائماً لهزات غالباً ما تكون ذات أبعاد سياسية أو نتيجة تصفية حسابات بين ” حيتان ” الأموال ، وهل يعقل أن أسواقنا السعودية لم تعد ” تليق ” بأموال المغامرين السعوديين من دعاة العولمة رغم أنها أكثر ضمانة وأمناً وذات مردود أكيد ومربح على المديين القريب والبعيد .
وهل من المعقول أن نترك دولنا العربية عرضة للنهب الأجنبي وأكثر أسواقها لا زالت خاماً وقادرة على استقطاب آلاف المشاريع المربحة كما ان بإستطاعتها استيعاب استثمارات بمئات مليارات الدولارات .
وهل يجب أن نترك دائماً الساحة خالية للأجنبي ومن ثم نأتي بمعيته لنتشارك معه فيما يترك لنا من فتات بحجة أنه ” الأعلم ” و ” الأقدر ” ..
أليست السودان واعدة ، والتي تشهد الآن صراعات بسبب وجود خزانات في ارض دارفور مليئة بالنفط أو بالماء ..؟ اليست تلك الدولة أو جارتها أو التي تبعد عنها بقليل من عالمنا العربي بحاجة لمن يستثمر فيها دون أن يلزمها بدفع ثمن من سياستها أو سيادتها ..؟.