بعد الأزمة المالية الخانقة التي عاشتها الولايات المتحدة الأميركية منذ نحو سنتين ، والأزمة المماثلة التي لا زالت سائدة في أوروبا فقد انتبه المسؤولون الماليون الأوروبيون الى اهمية جذب الصيرفة الإسلامية لعدة أسباب أهمها :
•ان مؤسسات الصيرفة الإسلامية لم تتأثر بالأزمات المالية العالمية وبقيت محافظة على امكانياتها وقدراتها المالية مع فائض في الربح في الوقت الذي كانت فيه مؤسسات الصيرفة الأميركية والأوروبية تتكبد خسائر بمئات مليارات الدولارات .
•تتحكم مؤسسات الصيرفة الإسلامية بكتلة نقدية تصل الى نحو 1100 مليار دولار موظفة في الأسواق العالمية في مشاريع مضمونة الربح .
•قلة نسبة المخاطر التي تهدد التوظيفات المالية للصيرفة الإسلامية .
•الإقبال الكبير من المودعين المسلمين على مؤسسات الصيرفة الإسلامية لأنهم يتحولون بذلك عبر اموالهم المودعة الى شركاء يتقاسمون مع المؤسسة الربح والخسارة فيما المودعون في المؤسسات المالية الليبرالية يستفيدون مما يحققون من فوائد على اموالهم المودعة .
ولقد ادركت بريطانيا مسبقاً اهمية استقطاب الرساميل الإسلامية فأصدرت التشريعات التي تتيح للصيرفة الإسلامية ممارسة انشطتها بحرية على أراضيها وبموجب قوانين تحمي انظمة هذه المؤسسات . ولقد وصلت الودائع الإسلامية في بريطانيا الى نحو 4 مليارات دولار .
وانتقلت العدوى لاحقاً الى فرنسا التي اعدت مشاريع لتعديل التشريعات المالية بغية السماح لمؤسسات الصيرفة الإسلامية بالعمل على اراضيها ولكن لا زالت هناك الكثير من العقبات التي تستوجب ايجاد الحلول المناسبة بشأنها .
وجاء اليوم دور بلجيكا حيث قررت حكومة مقاطعة بروكسل إرسال وفد اقتصادي إلى دول الخليج العربي لتشجيع القطاع المصرفي في هذه الدول على العمل انطلاقا من بروكسل مستقبلا.
واكد وزير الاقتصاد في حكومة مقاطعة بروكسل بينوات سيراكس ان هذا التوجه هدفه استقطاب رؤوس الأموال الإسلامية للإستثمار لأن الأزمة المالية الحالية في أوروبا تدفع نحو ذلك.
وقال الوزير البلجيكي انه سيقوم بجولة في دول الخليج العربي لاستكشاف الموقف في هذه الدول التي تتمتع بقدرات مالية هامة، موضحاً ان الصيرفة الإسلامية تتمتع بثقل يناهز 1100 مليار دولار حسب احصاءات صادرةعام 2011.
وأفاد الوزير ان الرعايا المسلمين في بروكسل يمثلون أيضا عاملا حاسما في الاتصالات مع دول الخليج وذلك نظرا لتعدد المنتجات الحلال التي يستهلكونها ولأنهم مهتمون بالصيرفة الإسلامية.
وسيزور الوفد البلجيكي المملكة العربية السعودية ودبي والبحرين خلال شهر ديسمبر 2012 لنقل رسالة إلى الفعاليات الاقتصادية والمالية ومسؤولي الصيرفة الإسلامية تفيد إن بروكسل بوصفها عاصمة المؤسسات الأوروبية يمكنها ان تظل الأفضل للتعامل مع مؤسسات الصيرفة الإسلامية .
ولم يستبعد امكانية انشاء ” لوبي ” لدفع المؤسسات الأوروبية لتغيير موقفها من الصيرفة الإسلامية.
وأوضح انه سيوجه دعوات الى المصارف الإسلامية للقدوم الى بروكسل مع وعد بتغيير التشريعات وتقديم كل التسهيلات التي من شأنها جذب الاستثمارات الخليجية للمشاركة في مشاريع في عدد من أحياء العاصمة.