جديد المركز

البُعد الاقتصادي لعزل مرسي

قبل أن تتحرك القوى الشعبية المصرية وتجمع تواقيع ملايين الأشخاص تحت شعار “تمرد” ،
وقبل أن تنزل الجماهير الى الساحات للتعبير عن غضبها ،
وقبل أن يتحرك الجيش ويأخذ بيده زمام الأمور منعاً لإنجراف مصر في حرب أهلية ،
قبل ذلك كله بسنة واحدة كان محمد مرسي يتربع على كرسي رئاسة الجمهورية ويدير شؤون البلاد بمؤازرة الحكومة التي علق عليها الشعب المصري آمالاً كبيرة من أجل حل أزماته المزمنة التي يعاني منها اجتماعياً وإقتصادياً حيث يعيش في مصر الآن أكثر من 20 مليون شخص تحت خط الفقر، وتتدرج نسب الفقر من الإسماعيلية نحو 8 في المائة، إلى أسيوط 58 في المائة.
ولكن ، وللأسف تبين ان مشاريع الرئيس مرسي في مكان وطموحات الشعب المصري في مكان آخر بدليل انه بدلاً من ان يجد الحلول الناجعة او بعضاً منها فإنه زاد من تفاقم الأمور ، وانشغل بكيفية تنصيب أعوانه وأنصاره في وظائف الدولة مما دفع بالمصريين الى إعلان ثورة ثانية .
فالمديونية العامة في عهد مرسي ارتفعت بشكل ملحوظ حيث وصلت الديون الداخلية الى 1500 مليار جنيه والخارجية وصلت الى 50 مليار دولار بعدما كانت 34 ملياراً .
والعجز الكلي للموازنة وصل الى نحو 205 مليارات جنيه ، وقفزت البطالة الى 13 % حسب التقديرات الرسمية فيما قد تكون فعلياً قد وصلت الى نحو 25 % .
وتم خلال عام واحد تخفيض التصنيف الائتماني لمصر سبع مرات .
ولم تدخل مصر خلال عام مضى أية استثمارات اجنبية جديدة فيما هربت بعض الرساميل الوطنية الى الخارج مما ساهم في ارتفاع التضخم في أسعار السلع الاستهلاكية بنسبة 9 في المائة رغم تلقي مصر 11 مليار دولار على شكل قروض ميسرة ومنح .
وخلال نفس العام سجل الدولار الأميركي مقابل الجنيه المصري ارتفاعاً خيالياً حيث بلغ سعره 9 جنيهات لأول مرة في تاريخ مصر .وستبلغ مدفوعات الفائدة نحو 182.1 مليار جنيه في موازنة 2013/2014، مقارنة بنحو 138.6 مليار جنيه عام 2012/2013.
ومخزون مصر من القمح لا يزيد على مليون طن، الأمر الذي وضع مصر على رأس قائمة الدول الأكثر استيراداً لهذه المادة الحياتية.
ولقد أدركت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت خطورة المرحلة التي تمر بها مصر فبادرت الى تقديم 12 مليار دولار بصورة عاجلة على شكل هبات ومساعدات .
بعد هذا كله وهناك في مصر اليوم من يطالب بعودة ” الشرعية ” وكأنها صك ملكية متجاهلاً هذا البعض أن الشعب الذي منح مرسي ثقته عاد وسحبها عندما أدرك أن ازمات مصر لن تحل على يديه .