جديد المركز

“السرطان” يكمن في عدم توظيف المرأة

شن عدد ممن أطلقوا على أنفسهم اسم «محتسبين» حملة احتجاجات ضد وزير العمل المهندس عادل فقيه على خلفية قرارات وزارة العمل بتوطين عدد من الوظائف، إضافة إلى تأنيث محال بيع الملابس والاحتياجات النسائية.
وقال «المحتسبون» إنهم سيمهلونه 30 يومًا للتراجع عن القرار وإلا فإنهم «سيدعون عليه بالسرطان كما دعوا على وزير العمل السابق، غازي القصيبي»( رحمه الله ) .
هذا الخبر أوردته عدة وسائل اعلام مما اثار لدى الكثيرين الدهشة والاستغراب إذ كيف يُعقل ان هناك من يهدد ويتوعد وزير العمل لمجرد انه أعد مشروعاً يتيح فيه للمرأة العمل .
وكيف يمكن لوزير العمل ان لا يفكر بهذه المسألة الهامة وهو يعلم علم اليقين ان المرأة نصف المجتمع وأن أي دولة لا تقوم إلا بجناحيها : المرأة من جهة والرجل من الجهة الأخرى .
وإذا كان البعض يتذرع بأن في قرار وزير العمل مخالفة للشرع والعقيدة فهو لا شك مخطىء لأن الدين الإسلامي لم يحظر عمل المرأة ولا نهاها عنه لا بل كما قال معالي الوزير عادل فقيه : «إن عمل المرأة في الأصل أجازه الدين الإسلامي»
وإذا كان هؤلاء البعض يتخوفون من اختلاط المرأة مع الرجل في العمل فهل هذا يعني انه بات من الواجب علينا ان نشك بسلوك المرأة ونزاهتها وعفتها وكرامتها وسمعتها وشرفها . أليست هذه المرأة هي نفسها اختنا او ابنتنا او زوجتنا او والدتنا ؟ .
وإلى متى سنبقى نتعامل مع المرأة على انها « ضلع قاصر» ، وأنها كناية عن « آلة لصنع « الأطفال ،او انها مجرد طاهية ،او مربية ؟ أليست هي امرأة التي تتولى الشؤون الخارجية للأتحاد الأوروبي ، وأليست هي امرأة التي تتولى وزارة الدفاع الفرنسية ، وأليست امرأة التي تحكم الفليبين ، وأليست امرأة التي تمثل الولايات المتحدة الأميركية في مجلس الأمن او تلك التي تدير السياسة الخارجية الأميركية ؟
أليست المرأة السعودية تتولى مناصب عليا في مؤسسات الدولة وعلى رأسهن نائبة وزير التربية والتعليم وأخرى رئيسة لمجلس إدارة شركة من كبريات الشركات السعودية….
والعالمة السعودية حياة سندي التي بهرت جمهور اليونيسكو في باريس وحصلت على سفيرة النوايا الحسنة لاختراعاتها العلمية المختلفة منها شريحة بحجم حبة الأرز تحمل أسرار الحياة وتساعد في إنقاذ حياة الملايين…والقائمة طويلة من سيدات سعوديات شامخات كالشجار المثمرة بالثمار الغالية قي كافة المجالات
أليست امرأة التي تدير شركات مهمة في العالم او التي تقود طائرة أو تخطط لمشروع استراتيجي او تحفظ الأمن في بعض الدول او تنظم السير في دول أخرى ؟
ولماذا ستبقى ثقتنا مهتزة بنسائنا السعوديات وهن اللواتي أثبتن جدارتهن في العلم والعمل والتجارة والتربية والإرشاد والتوجيه ، وفي الشعر والأدب والسياسة والفن وكل مناحي التفكير والإبداع ؟
ان « السرطان « ليس المرض الذي يجب ان يصيب من يعمل لمصلحة المرأة ورقيها وتقدمها بل السرطان يكون متعششاً في مجتمعنا ويفتك بنا جميعاً فيما لو منعنا المرأة من ان تكون سنداً ودعامة لنا ومحل فخرنا واعتزازنا لأننا من المستحيل ان نتقدم الى مصاف الدول الراقية ونحن نعتبر المرأة نكرة أو عالة .