جديد المركز

السعودية ترفض أن تكون شاهد زور

أعلنت السعودية اعتذارها عن عدم قبول عضويتها في مجلس الأمن لشغل مقعد غير دائم في الهيئة الدولية، وذلك بسبب «ازدواجية المعايير» في المجلس وفشله في حل القضية الفلسطينية والنزاع السوري وجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، وانتخبت السعودية الخميس 17/10/2013 للمرة الأولى عضواً في مجلس الأمن الدولي حيث فازت بمقعد غير دائم الى جانب تشاد وتشيلي وليتوانيا ونيجيريا لمدة سنتين تبدأ في الأول من يناير 2014،
ورغم أن السعودية نالت 176 صوتاً من أصوات الدول الأعضاء الـ 193 إلا أنها لم تتأخر في إعلان اعتذارها بعد أن أصدرت وزارة الخارجية بياناً أوضحت فيه أسباب الاعتذار والتي تتمثل بالتالي:
1- إن السعودية حاولت على مدار سنوات عدة اجراء إصلاحات في هيكلية مجلس الأمن بشكل خاص والأمم المتحدة بشكل عام ولكنها لم تلقَ أي تعاون جدي من الدول ذات العضوية الدائمة.
2- مر على القضية الفلسطينية أكثر من ستين عاماً دون أن يسعى مجلس الأمن جدياً الى إيجاد الحل المناسب.
3- لم تلق السعودية من مجلس الأمن أي مسعى جدي من أجل جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.
4- يتعمد مجلس الأمن انتهاج سياسة الازدواجية في المعايير حيث يتشدد في بعض الملفات ويتراخى في ملفات أخرى حسب ما تقتضي مصالح الدول العظمى.
5- أثبت مجلس الأمن عدم جديته في التعامل مع الملف السوري، يضاف إلى ذلك الكثير من الملفات المهمة التي تنام في أدراج المعنيين دون أن تلقى الحد الأدنى من الاهتمام الى حد أن ما من قرار يصدر عن مجلس الأمن إلا ويكون نتيجة تسوية قد تمت بين الدول الدائمة العضوية ووفق ما لها من مصالح ومآرب ومنافع خاصة.
وإذا كانت الظروف بعد الحرب العالمية الثانية قد استدعت وضع قرارات الأمم المتحدة بأيدي خمس دول وتفويضها برسم سياسة العالم أجمع، إلا أن هذه الظروف لم تعد موجودة الآن في ظل الحديث عن عولمة على جميع المستويات وعن تداخل المصالح وتكاملها ما بين الشرق والغرب.
وحتى الحديث عن دول نامية وأخرى متطورة باتت أحاديث من مخلفات القرون الماضية لان الجميع اليوم يشارك ولو بنسب متفاوتة في إنتاج أي سلعة أو في تحقيق أي تقدم علمي، وما يؤكد ذلك وجود تكتلات إقليمية ودولية بحيث الكثير من الدول أعضاء في أكثر من تكتل،والكثير من الدول غير قادرة على احتلال مكانة دولية مميزة سواء على المستوى المالي أو الصناعي أو الزراعي او التجاري إلا بفضل تكاملها مع دول أخرى.
ومن هنا بات التفرد بالقرار السياسي الدولي هو نوع من الميل نحو السيطرة والهيمنة وإخضاع الآخرين.
فيما المنطق يحتم أن يكون التكامل السياسي كما التكامل المالي والاقتصادي عماده الشراكة في اتخاذ القرار وتنفيذه بما يخدم مصالح البشرية جمعاء لا مصالح حفنة محددة من الدول الكبيرة أو من دول صغيرة تدور في فلكها، واعتذار السعودية عن عدم قبول عضوية غير دائمة في مجلس الامن لا يعني خروجها عن الشرعية الدولية أو التمرد على الهيكليات والمنظمات الأممية بل يعني عدم قبولها بان تكون شاهد زور طوال سنتين قد تكونان حاسمتين في شأن الكثير من الملفات التي تدار بشأنها مباحثات في الكواليس والتي لن يطلع عليها مجلس الامن إلا بعد ان تكون قد اصبحت جاهزة للتصويت عليها الى حد يصبح صوت أي دولة غير دائمة العضوية مجرد رقم إضافي او يصبح اعتراضها دون أدنى قيمة.