سبق وتحدثنا في مقالات سابقة عن مساوىء الخدمة التي كانت تقدمها الخطوط الجوية السعودية سواء بالنسبة للحجوزات او الشحن او عدم القدرة على المنافسة او على مستوى التعامل مع الركاب على متن الرحلات وذلك حرصاً منا على هذه المؤسسة الوطنية التي لطالما نظرنا اليها على أنها يجب أن تكون على مستوى البلد الذي تمثله والذي من أجله يضحي اولياء الأمر بكل رخيص أو نفيس من اجل تحقيق المزيد من التقدم والنمو والتطور على كافة المستويات.
واليوم من حق الخطوط الجوية السعودية علينا أن نشيد بالإنجازات التي حققتها وبسياسة التطوير التي اعتمدتها والتي اثبتت نجاعتها على يد سمو الأمير فهد بن عبدالله بن سعود الكبير الذي تم تعيينه رئيساً لهيئة الطيران المدني ، والذي من خلال موقعه ، وما ينجزه هو امتداد لرؤى وتوجهات وتطلعات المغفور له الأمير سلطان بن عبد العزيز طيب الله ثراه وبرعايــــة كريمـة من سيدي خـادم الحرمين الشريفين
ومعلوم عن الأمير فهد بن عبدالله انه ما تسلم منصباً إلا وكان ناجحاً في ادارته بالنظر لما يمتلك من خبرات وتجارب وسعة إطلاع وسياسة حكيمة وعلمية ، حيث يكفينا فخراً انه كان احد اهم الساعين لإقرار مشروع التوازن الإقتصادي (الأوفست) الذي اتاح للمملكة العربية السعودية استقدام التكنولوجيا الحديثة وإلزام الشركات العالمية بإستثمار جزء هام من عقودها داخل المملكة وفي نفس مضمار تخصصها الأمر الذي جعل من السعودية اليوم منتجة لبعض المعدات العسكرية ذات المواصفات العالمية .
واليوم من خلال موقعه على رأس هيئة الطيران المدني عمد الى اعتماد سياسة اعادة الهيكلة الإدارية بحيث وضع الرجل المناسب في المكان المناسب قياساً الى ما يمتلكه كل موظف من خبرات ومعلومات وتجارب علمية وعملية .. وخير مثال على ذلك السيد عبدالله الحسيني الذي كان مديراً للخطوط في عدة دول افريقية وأوروبية والذي بات اليوم يحتل موقعاً مرموقاً في الهيكلية الإدارية الجديدة نائب المدير العام للخدمـة الجويـة ..وغيره من المخلصين أمثاله من أبنـاء الوطن الأوفيـاء .
وبتنا نلاحظ اليوم من خلال التغييرات والتطويرات التي احدثها الأمير فهد بن عبدالله أن الخطوط قد حققت قفزات نوعية الى الأمام على مستويات الخدمات والحجوزات والشحن ، وحتى على مستوى المنافسة الدولية حيث تفيد آخر الاحصاءات ان حركة المسافرين نمت في مطار الملك خالد الدولي بالرياض خلال العام 2011 بنسبة 10,2% مقارنة بالعام السابق عليه، ووصل عدد المسافرين إلى 15,274 مليون راكب مقارنة بـ13,865 مليونا خلال 2010.
وتتركز جهود الأمير فهد بن عبدالله اليوم على تطوير مطار الملك عبد العزيز في جدة ليجعل منه اهم مطار في العالم أجمع دون تحميل خزينة الدولة أي درهم ، بل من خلال فتح باب الاكتتاب للقطاع الخاص الذي يثق بمشاريع الدولة وإدارة الأمير وبخططه والذي لم يتردد في جذب مليارات الريالات في صورة صكوك لتمويل بناء مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد الى حد زاد المبلغ المكتتب به خمسة اضعاف عما كان متوقعاً له .
وبذلك أمكن للأمير فهد بن عبدالله ان يدخل التطوير من بابه الأساسي ، أي من خلال تبني علاقة شراكة استراتيجية بين الدولة والقطاع الخاص لما للدولة من قدرة على توفير الضمانات اللازمة وحسن الإشراف والتنفيذ ، ولما للقطاع الخاص من قدرة على الاستثمار في مشاريع وطنية مربحة تعود بالنفع العام والخاص .
فهنيئاً لنا بمثل هذا الأمير في موقعه ، وهنيئاً لهذا المنصب بمن يستحقه عن جدارة وكفاءة وحسن تدبير وإدارة .