عندما تأسست الغرف التجارية العربية المشتركة في العديد من العواصم الأوروبية انما كانت وظيفتها تنحصر في التأكد من صحة مصدر البضائع التي تصدّر الى العالم العربي مخافة ان تكون إسرائيلية المصدر أو ان الشركة المصدرة مملوكة من قبل اللوبي الصهيوني في الغرب …وكانت من أوائل هـذه الغرف الغرفة العربيـة الفرنسيـة التي تأسست عام 1970 التي تعتبر عميـدة الغرف العربيـة المشتركة
وبمعنى آخر كان دور الغرف المشتركة هو الحرص على حسن تنفيذ قرار المقاطعة العربية للبضائع الإسرائيلية . ومع مرور الزمن تجاوزت الغرف المشتركة هذا الدور وتمكنت من احتلال مكانة مرموقة لتعزيز التفاهـم والتبادل التجـاري العربي وأصبحت تشكل الذراع الاقتصادي والإستراتيجي للشـراكة العربيـة مع العواصم التي تتواجد فيها هـذه الغرف مثل : الغرفـة العربيـة البريطانيـة ، العربيـة البرازيليـة ، العربيـة الأمريكيــــة ، العربيـة الأستراليـة ،العربيـة الكينيــــة ، العربيــة الألمانيـة واليونانيـة والبلجيكيــــة ……الخ لا بل اصبحت اليوم ضرورة لا غنى عنها للأسباب التالية :
-باتت هذه الغرف مؤسسات هامة للتعريف بين رجال المال والأعمال العرب وشـركائهـم.
-باتت هذه الغرف واحة للترويج للسلع المتبادلة بين العالم العربي وشـركائهـم.
-باتت هذه الغرف محل اهتمام صناع القرار في العواصم التي تتواجد فيها .
-باتت هذه الغرف منبراً لعقد الندوات والمؤتمرات المختصة التي تعود بالنفع على المصالح المشتركة.
-باتت هذه الغرف مساحة رحبة لتنظيم المعارض المختصة لتسويق المنتجات العربيـة والتعريف بأنظمـة الاستثمار في البلاد العربيـة
-باتت هذه الغرف المواقع التي تختصر المسافات بين العرب وشـركائهـم .
-باتت هذه الغرف المرجع الصالح لحل الخلافات التجارية في حال حصولها .
-بات لهذه الغرف دور سياسي واقتصادي نشيط وفاعل بالنظر للعلاقة الجدلية التي تربط السياسة بالاقتصاد .
-باتت هذه الغرف جزءاً لا يتجزأ من منظومة العولمة وركناً اساسياً في تكوينها وتفعيلها .
-باتت هذه الغرف بحكم تركيبتها الإدارية المؤلفة من عرب وشـركائهـم المحليين معنية بكيفية تعزيز وتطوير العلاقات المشتركة دون تمييز او تفريق بحيث اصبح العربي سفيراً للأوروبيين في العالم العربي والأوروبي سفيراً للعرب في اوروبا .
والمؤسف ان بعض الدول لم تعِ هذه الحقيقة بعد ، وتتعامل مع الغرف المشتركة وكأنها مرجعية لتصديق شهادات المنشأ فقط ، فيما ذهبت دول أخرى الى ما هو اسوأ من ذلك حيث بدأت تتغافل عن أي دور للغرف المشتركة ظناً منها ان ما أحدثته ثورة الإتصالات والمواصلات من تغيير وكأنما جاء ليحل محل الغرف المشتركة وما يمكن لها ان تقدم من خدمات وفوائد ومنافع .
ولو كانت هذه النظرة صحيحة لاستوجبت على دول العالم الاستغناء عن سفاراتها في الخارج وعن ملحقياتها السياسية والتجارية والثقافية والعسكرية ، ولاعتمدت الوسائل الحديثة للاتصالات بدلاً من ايفاد جهاز بشري كبير ودفع مبالغ ضخمة لتغطية نفقاته ورواتبه ومصاريفه المختلفة .
ان الغرف العربية المشتركة هي اكبر من سفارة على المستوى الاقتصادي ، وأنجح من أي وكالة في الدعاية والإعلان والترويج ، وأبرع من أي دبلوماسي في التفاوض ، وأعلم من أي خبير يرصد الآخر من بعيد ، وأكثر حرصاً من أي سياسي على التفاعل المستمر والدائم ، وأسرع من أي وسيلة في التواصل . إنها حاجة ضرورية وهامة لتكون معكم حيث أنتم ومحلكم في الخارج .