أختتمت القمة العربية ال 28 التي انعقدت في العاصمة الأردنية عمان أعمالها يوم الخميس 29/3/2017 وأصدرت بياناً تحت مسمى (اعلان عمان) تضمن مواقف ضبابية من الملفات الساخنة ، كما لم تنجح في عقد مصالحات شاملة بين الدول العربية المتخاصمة .
وتم الأتفاق على أن تكون القمة ال 29 في الرياض خلال شهر أذار/ مارس 2018 بعد ان اعتذرت دولة الإمارات العربية المتحدة عن استضافتها .
ولاحظ المراقبون أنها كانت اسرع قمة افتتاحاً وإختتاماً في تاريخ جامعة الدول العربية رغم حضور 16 زعيماً و5 مسؤولين كبار يمثلون دولهم ، وغياب سوريا بموجب القرار المتخذ بتعليق عضويتها منذ العام 2011.
وحضر الجلسة الإفتتاحية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ومبعوثه الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، بالإضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، ورئيس البرلمان العربي ومبعوثين رئاسيين من الولايات المتحدة وروسيا وآخر من الحكومة الفرنسية.
وأهم المواضيع التي ناقشتها القمة تمحورت حول القضايا التالية:
· ملف القضية الفلسطينية
· تطورات الأزمة السورية
· ملف اللاجئين
· تطورات الوضع في ليبيا واليمن والعراق
· رفض ترشيح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن لعام 2019 و2020
· إدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية وغيرها من القضايا.
مصالحات جزئية :
ولوحظ ان القمة لم تنجح في إجراء مصالحات عربية شاملة ، وكانت مواقفها مهادنة وأقرب الى ان تكون ضبابية فيما يخص الكثير من الملفات مما يوحي وكأن هناك تسويات للمنطقة يُعمل عليها عربياً ودولياً أو أن زعماء القمة تعمدوا المهادنة تأسيساً لما سيأتي لاحقاً .
وأبرز حدث كان اللقاء الذي رعاه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حيث غادر الاثنان مع وفديهما قاعة الاجتماعات حين كان أمير قطر تميم بن حمد يلقي كلمته.
ووفق مصادر متابعة لوقائع القمة، فإنّ الأيام المقبلة ستشهد زيارات للمسؤولين السعوديين للقاهرة، بالتزامن مع زيارات مماثلة من المسؤولين المصريين للرياض، «على أن يجري ترتيب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للرياض في خلال ستة أشهر، وربما أقل، تتبعها زيارة لسلمان لمصر».
وتم لقاء أخر له نفس الأهمية بين العاهل السعودي ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
وحاول الملك عبدالله الثاني ان يجمع الرئيس المصري مع أمير قطر ولكن لم تنجح المحاولة لأن الرئيس المصري يشترط قبل أي لقاء أن يُصدر أمير قطر موقفاً علنياً يقدم فيه اعتذاره من مصر .
مواقف ضبابية:
أما عن المواقف الضبابية التي جاءت في البيان الختامي الذي تلاه الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط فقد طالت المواضيع التالية :
– التشديد على ان السلام الشامل والدائم خيار عربي استراتيجي تجسده مبادرة السلام التي تبنتها جميع الدول العربية في قمة بيروت في العام 2002 . وهذا الموقف لا يرتقي الى حد مواجهة الممارسات الإسرائيلية داخل فلسطين وخاصة في القدس .
– العمل على إيجاد حل سلمي ينهي الأزمة السورية دون الأتيان على ذكر الرئيس بشار الأسد ومصيره.
– الدعوة إلى تبني برامج جديدة لدعم دول الجوار السوري المستضيفة للاجئين دون ان تعلن أي دولة عربية عن أي مساهمة مباشرة . لا بل تم تكليف مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري بحث وضع آلية محددة لمساعدة الدول العربية المستضيفة للاجئين بما يمكنها من تحمل الاعباء المترتبة على استضافته. وهذا يعني عدم جدية هذا القرار .
– الدعم المطلق للعراق في جهوده للقضاء على العصابات الإرهابية وتحرير مدينة الموصل من عصابات داعش، وتحقيق المصالحة الوطنية عبر تكريس عملية سياسية تثبت دولة المواطنة وتضمن العدل والمساواة لكل مكونات الشعب العراقي في وطن امن ومستقر لا إلغائية فيه ولا تمييز ولا اقصائية.وهذا الكلام اقرب الى الصياغة الإنشائية التي تفتقر الى أي رؤية واضحة .
– مساندة جهود التحالف العربي دعم الشرعية في اليمن وإنهاء الأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية.وهذا الموقف تكرار لمواقف سابقة دون لحظ أي جديد فيها .
– ضرورة تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا.
– الأستمرارفي محاربة الإرهاب وإزالة أسبابه والعمل على القضاء على خوارج العصر ضمن استراتيجية شمولية. ولكن لم يتم التطرق الى مضمون هذه الإستراتيجية ولا الى اطرافها ولا الى كيفية تطبيقها.
– الإعراب عن القلق إزاء تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا ومحاولات الربط بين الدين الإسلامي الحنيف والإرهاب.ولكن لم يتم وضع أي خطة لمواجهة هذه الظاهرة .
– رفض كل التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية وإدانة المحاولات الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية والمذهبية أو تأجيج الصراعات. ولم يتم تسمية إيران على انها المقصودة بهذا الكلام .
– التأكيد على سيادة دول الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى، وأبو موسى) . وهذه الجملة يتم تكرارها في كل المؤتمرات العربية منذ سنوات طويلة .
– التأكيد على حق اللبنانيين في مقاومة اي اعتداء بالوسائل المشروعة وعلى اهمية وضرورة التفريق بين الارهاب والمقاومة المشروعة ضد الاحتلال الاسرائيلي التي هي حق أقرته المواثيق الدولية ومبادىء القانون الدولي، وعدم اعتبار العمل المقاوم عملا ارهابياً”.