جديد المركز

اللبنانيون يصفَون حساباتهم في سوريا

مع اندلاع الأزمة السورية قبل اكثر من سنتين عاش اللبنانيون حال من التوتر على خلفية أن فريقاً يؤيد نظام الرئيس بشار الأسد وفريقاً يؤيد المعارضة السورية .ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد بل تعدته ليتهم كل فريق الأخر بأنه يشارك في تأجيج نيران الأزمة السورية بما يتعارض كلياً مع سياسة “النأي بالنفس” التي تبنتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي .

فقوى 14 اذار تتهم حزب الله بأنه يرسل مقاتلين الى داخل سوريا للقتال الى جانب قوات النظام، وينفي حزب الله ذلك بالقول ان لديه مؤيدين داخل قرى سورية بالقرب من الحدود اللبنانية عند بلدة الهرمل وأنه يقومون بالدفاع عن اهلهم في هذه القرى التي يسكنها لبنانيون والتي تتعرض لهجمات من قبل الجيش السوري الحر .

وبالمقابل تتهم قوى 8 اذار ومن ضمنها  حزب الله  قوى 14 اذار وتحديداً تيار المستقبل بأنه يدعم المعارضة السورية مالياً وعسكرياً وان لديه مكتب تنسيق في تركيا يديره النائب عقاب صقر ، كما تتهم قوى 8 اذار جهات اصولية لبنانية تنشط في بلدة عرسال البقاعية ومنطقة عكار الشمالية وتعمل على ارسال سلاح ومقاتلين الى الداخل السوري .

هذه الأتهامات المتبادلة اشاعت اجواءاً من التوتر بين اللبنانيين الذين باتوا يتخوفون من ان تنتقل العدوى الى الداخل اللبناني وأن تحصل مواجهات ذات طابع مذهبي بين السنة والشيعة على خلفية الأتهامات المتبادلة التي تقول “ان حزب الله يدعم النظام العلوي ويدافع عن الشيعة داخل سوريا ” فيما تقول قوى 8 اذار  ان الحركات  السلفية  في لبنان تتعامل مع الأزمة السورية ” بخلفية مذهبية إذ تعتبر ان اهل السنة مستهدفون ويتعرضون للإبادة” .

ورغم ان الأتهامات المتبادلة كانت تأخذ طابعاً حدياً إلا انها بقيت ضمن اجواء التوتير الخطابي دون ان تتعداه الى مواجهة مباشرة في الشارع بسبب عدم وجود رغبة عند الجميع بإيصال الأمور الى هذا المستوى ولأن القوى الإقليمية والدولية الفاعلة ترفض انجرار لبنان الى حروب مذهبية لما لها من انعكاسات ليس فقط على مستوى لبنان بل ايضاً على مستوى المنطقة برمتها.

ولكن هذا الهدوء المصطنع تم خرقه في النصف الثاني من شهر نيسان / ابريل حيث تحدثت جهات عدة عن تورط حزب الله في المعارك التي دارت في ريف القصير حيث رد “الجيش السوري الحر”  بقصف بلدة الهرمل دون ان يوقع اصابات ، فيما سارعت قوى سلفية وعلى رأسها الشيخ احمد الأسير في صيدا والشيخ سالم الرافعي في طرابلس الى اعلان “الجهاد” لنصرة اهل السنة في بلدة القصير وجوارها  .

وبذلك انتقلت الحروب بين اللبنانيين الى سوريا حيث سيحاول كل طرف وفق امكانياته وخبراته وطاقاته تصفية حساباته مع الطرف الأخر دون ان يعني ذلك ان الساحة اللبنانية اصبحت محايدة لا بل امست في قلب المواجهات إذ ليس من المستبعد ان تحصل عمليات انتحارية او عمليات اغتيال او مواجهات وأن تكن محدودة كما حصل في مدينة بعلبك بين ال الصلح من اهل السنة وأل جعفر من الشيعة .