اقرت الحكومة السعودية مؤخراً أضخم موازنة في تاريخها على الإطلاق للعام 2013، بإيرادات بلغت 829 مليار ريال (221 مليار دولار)،أي بزيادة 18% على ما كان مقدرا في عام 2012 والتي كانت تبلغ 702 مليار ريال (187.23 مليار دولار).
كما اقرت المصروفات وهي بحدود 820 مليار ريال (218.7 مليار دولار) أي بزيادة قدرها 19% على العام 2012 الذي قدرت الدولة إنفاقها فيه بنحو 690 مليار ريال (184 مليار دولار). وتوقعت السلطات المالية أن تحقق موازنة 2013 فائضا قدره تسعة مليارات ريال (2.4 مليار دولار).
هذه الأرقام تعكس صحة توجهات الحكومة السعودية بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ( اطال الله بعمره ) ، كما تبين مدى القدرة على استشراف متطلبات المستقبل للحفاظ على المملكة في موقعها الرائد على المستوى الإقليمي والدولي .
وكانت السعودية قد وضعت موازنتها للعام 2013 على أساس سعر 60 دولارا لبرميل النفط وسط توقعات بأن يصل الإنتاج لمستوى 9.7 ملايين برميل يوميا، مقارنة بتوقعاتها بأن يكون سعر النفط في العام الجاري بحدود 100 دولار لبرميل خام برنت. ولقد صحت هذه التوقعات لأنها وضعت على اسس علمية وموضوعية على ايدي خبراء سعوديين باتوا يمتلكون من المعرفة والدراية ما يسمح لهم بمقارعة نظرائهم الدوليين .
ولقد بات من المؤكد ان الموازنة الجديدة ستتيح للحكومة تنفيذ أهم المشاريع الإنمائية والتطويرية في البلاد التي من شأنها ان تنعكس ايجاباً ليس فقط على المستوى المعيشي للمواطنين بل ايضاً من شأنها ايجاد فرص عمل كبيرة لجيل الشباب الجديد من خريجي الجامعات والمعاهد المختصة الوطنية والأجنبية والتي تبشر بأن مسار سعودة الوظائف سيتقدم بشكل أسرع عما كان عليه سابقاً والذي قيل انه لم يتجاوز نسبة العشرة في المائة .
وكان يقول قائل ان الكثير من المشاريع توضع على الأوراق دون القدرة على التنفيذ لأسباب مالية ، ولكن اخطأ من تفوه بذلك بدليل ان ما آلت عائدات المملكة هو اكثر مما أتت على ذكره الموازنة لأن من عادة أولياء الأمر في مملكتنا الأبية ان يتحسبوا للقليل رغم علمهم المضمر ان ما سيمن الله عليهم من خيره وبركاته سيكون اكثر من الكثير .
هذه هي ميزة قادتنا وأولياء امرنا على خلاف زعماء الكثير من الدول التي تبني طموحاتها على مشاريع وهمية لتثبت الوقائع فيما بعد ان طموحاتهم كانت كناية عن قصور من رمال .!!