كل فترة يطالعنا الغرب بأمراض جديدة تصيب الحيوانات او الخضار وتوقع مئات الضحايا من المواطنين دون ان تتضح حقيقة منبع هذا الأمراض التي تنتشر بشكل فجائي ودون سابق إنذار وتختفي ايضاً بشكل فجائي ودون الإعلان عن كيفية القضاء عليها الى حد باتت هذه المسألة محل شبهة ومثار تخوف عند ابناء البشر من ان يكونوا قد تحولوا الى حقل تجارب لمختبرات علمية في الغرب لأغراض يكتنفها الكثير من الغموض . وقد يأخذ علينا البعض اننا متأثرين بنظرية ” المؤامرة ” التي يطيب للكثيرين التستر وراءها كلما حصلت لديهم مشكلة ما ، ولكن الحقيقة هي ان كثرة شيوع الأوبئة المميتة خلال العقدين الأخيرين تدفعنا لطرح الكثير من التساؤلات حول خلفية ما يجري بدءاً من شيوع مرض ” الإيدز ” وصولاً الى وباء ” أي كولاي ” المنتشر في الخضار اليوم . ففي نهاية القرن العشرين خرج الى الوجود مرض “الإيدز ” الذي فتك بحياة مئات الاف المواطنين وسط ترجيحات علمية وطبية ان السبب يعود الى العلاقات الجنسية المثلية التي تعتبر طبيعية في قواميس الغرب على خلاف العالم الأخر الذي يدينها اخلاقياً ويحَرمها دينياً . وعلى خلاف هذه التفسيرات سرت شائعات في حينها ان هناك تجارب على انواع من الفيروس كانت تجري على مجموعات بشرية في اميركا اللاتينية ( وقيل ايضاً في افريقيا ) وأن الفيروس خرج عن دائرة الضبط وأنتشر فكان من نتيجته مئات الاف الضحايا . وما إن تمت محاصرة الفيروس والحد من اضراره وما استدعى ذلك من ابحاث طبية ومن موازانات مالية ضخمة حتى خرج الى الوجود مرض ” جنون البقر ” ، وكان له ما حصده من ارواح بشرية ومن اعدام لمئات الاف رؤوس الأبقار التي لو لم تصب بهذا المرض ، ولو تم توزيعها مجاناً على الدول الفقيرة لأمكن لها تغذية ملايين الأشخاص لأكثر من عام كامل . وكانت الذريعة ان سبب جنون البقر يعود الى نوعية العلف الممزوج من بقايا حيوانية ومن اعشاب ومن انواع عدة من الهرمونات التي تساعد في در الحليب وفي تسمين البقرة من اجل زيادة وزنها في وقت قصير . وما إن اختفى الحديث عن جنون البقر لأسباب لا احد يعلمها وأصبحت كل الأبقار بقدرة قادر معافاة وسليمة وبصحة جيدة حتى خرج الى العلن مرض ” انفلوانزا الخنازير ” الذي بقيت اضراره محدودة . وكانت الخسائر التي تسبب بها هذا المرض مادية اكثر منها بشرية لأن الناس يقبلون اكثر في الغرب على تناول لحوم الماشية فيما في العالم الإسلامي فإن لحم الخنزير محرم شرعاً . ولكن ما كادت الناس تنسى مرض انفلونزا الخنازير حتى خرج اليهم وباء ” انفلونزا الطيور ” الذي قيل ان سببه هو نوعية الأعلاف التي تعطى للطيور وما فيها من هرمونات ، أي تم تعليل الأسباب بنفس الطريقة التي قيلت عن مرض ” جنون البقر ” . وبما ان الطيور الأكثر استهلاكاً لدى ابناء البشر فقد كانت تداعياته كبيرة وتاثيراته كارثية على ارواح المواطنين وعلى القطاع الزراعي في كل انحاء العالم . وكما كل الأمراض السالفة الذكر والتي اختفى فجأة الحديث عنها ، فقد اختفى بنفس الطريقة وباء ” انفلونزا الطيور ” ليظهر في المانيا اليوم وباء ” أي كولاي ” الموجود في الخضار وتحديداً في الخيار والذي حصد حتى الأن عشرات الضحايا دون ان تعرف بعد اسباب الوباء ولا مصدره رغم ان الدول الأوروبية تتبادل التهم حيث ان كل دولة تتهم الأخرى بأنها مصدر المرض وخاصة المانيا وأسبانيا . وإذا كانت الأعلاف هي السبب في الأمراض الحيوانية ، والعلاقات الجنسية المثلية هي السبب في الأمراض البشرية ، فما هو سبب الوباء في الخضار وتحديداً في الخيار ؟ . وغداً عندما يتم القضاء على هذا الوباء ، اين سيظهر مرض أخر ، وما هي نوعيته ، وكم ضحية سيحصد قبل ان تتم السيطرة عليه ؟ . وإذا كانت هذه الأمراض ليست طبيعية بل نتيجة اخطاء علمية ترتكب في المختبرات الغربية على وجه الخصوص فلماذا لا يتم الإقرار بذلك خاصة وأن الغرب يقول دائماً انه الأحرص على سلامة الإنسان وعلى حقوقه وصحته ..!! .