بعد وفاة المغفور له صاحب السموالملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز كان الهم الأساسي الذي شغل بال عائلته ومحبيه هو كيف لهم ان يواصلوا مسيرته التي سخرها طوال حياته من أجل دعم الآخرين والتي تحتاج الى فريق عمل كبير والى إمكانيات وطاقات وخبرات خاصة وأن المغفور له بإذن الله كان حاضراً ومتابعاً لكل التفاصيل ولأدق المسائل الى جانب مسؤولياته الرسمية التي ما غاب عنها يوماً .
فالأمير – يرحمه الله – كان يرعى « مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية « ، « ولجنة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخاصة للإغاثة « ، « وجائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه « ، وكان داعماً للكثير من الكراسي والبرامج العلمية في مجالات التوعية الصحية ، وتدريب المعلمين ، وهندسة البيئة ، والاتصالات والمعلوماتية ، والدراسات الإسلامية ، والإعانات لذوي الاحتياجات الخاصة ، والطاقة ، والتعاون الأكاديمي والثقافي ، واللغة العربية ، وحفظ القرآن الكريم ، والنطق والسمع ، وعلاج امراض القلب ، والمعاقين ، وأبحاث الشيخوخة والخرف .والهم الأكبر لدى المؤتمنين على مؤسسات الأمير سلطان ليس فقط في أن تواصل هذه المؤسسات عملها ، وتستمر في تقديم ما يجب تقديمه ، بل في أن تتمكن هذه المؤسسات ايضاً من أن ترتقي بأنشطتها وإنجازاتها الى مستوى الطموحات التي كان يأملها المغفور له ، وأن تكون الصدى الطيب لروحه الطاهرة لأنه ما قدم ما كان يقدمه طمعاً في مكسب أو تلقي كلمة شكر بل لأن أخلاقه وتربيته ورحابة صدره وحبه لخير الآخرين حتمت عليه القيام بما قام به .
ومن موقعي كعضو في « مجلس جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه « أستطيع أن أجزم ان رئيس مجلس إدارة الجائزة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان يحرص في كل اجتماع لنا على الترديد امامنا اننا يجب أن نعمل وكأن
المغفور له لا زال بيننا ، أو وكأنه من عليائه يحاسبنا فيما لو قصرنا أو تراجعنا أو أهملنا أو حتى لو أبطأنا .
ومن موقعي أيضاً أقول وبصراحة تامة إن كل من عمل مع المغفور له مباشرة أو عبر مؤسساته لا يمكن أن يعتبر نفسه إلا جزءاً لا يتجزأ من المهمة الملقاة على عاتقه وأنه لا يمكن له إلا أن يتعامل مع ما هو مكلف به بكل صدق وإخلاص وشفافية انسجاماً مع ما اودع فينا – رحمه الله – من ثقة وقناعة حتى بتنا نظن أننا نحن اصحاب المؤسسات .. فسلطان الخير تغمده الله بواسع رحمته يبقى بيننـا طالمـا أن أعمـاله وصدقاته الجاريـة لاتنقطع ويتابعهـا من قرب الأميرخالد بن سلطان الابن والمسئول الذي لم تُعقــه مسئولياته الجسـام كنائب لوزير الدفاع العضد الأيمن لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمـان بن عبدالعزيز وزير الدفاع من متابعـة تنفيـذ كافـة أعمـال الخير التي أرادهـا أن تصل لكل محتاج لهـا فهـو وإخوته خيرخلف لخير سلف .
تحية لروحه الطاهرة ، وتحية لأبنائه الأبرار الذين يحيا طيف والدهم بينهم وكأنه لم يمت ، وتحية لذكراه الطيبة التي تتحدث بها آلاف الشفاه يومياً داخل المملكة كما في كل أصقاع الأرض .