جديد المركز

جنوب السودان يدخل نفق الحرب القبلية

لم تمض سوى سنتان على استقلال جنوب السودان حتى نشبت حرب قبلية من المرجح لها ان تستمر سنوات او ان تفضي الى تقسيم جديد إذا لم يتدخل المجتمع الدولي سريعاً لأعادة تصويب الأوضاع المتفاقمة يومياً .

والصراع يدور اليوم  بين قوات تابعة لرئيس جنوب السودان سيلفا كير الذي ينتمي الى قبيلة “الدنكا” وبين قوات تابعة تابعة لنائب الرئيس السابق ريك رشار الذي ينتمي الى قبيلة “النوير”،  وقد ادت المعارك الى سقوط اكثر من 500 قتيل  والى جرح وتشريد الألاف .

وكان كير قد اتهم نائبه بأنه يسعى للقيام بإنقلاب ضده فأقاله من منصبه في شهر تموز / يوليو الماضي ولكن نفى رشار التهمة معتبراً انها مسرحية من كير للتفرد بالسلطة .

واتسعت رقعة القتال الذي بدأ حول العاصمة جوبا ، وخاض الجانبان معارك شرسة حول بلدة بور شمالي جوبا التي كانت مسرحا لمجزرة عام 1991 ارتكبها جنود موالون لمشار بحق المئات من أبناء الدنكا.

وأدى القتال إلى زيادة حالة عدم الاستقرار في هذه المنطقة الهشة بالفعل من أفريقيا وعرقل جهود الدولة الوليدة لبناء مؤسسات فعالة.

ووصل فريق وسطاء أرسله الاتحاد الافريقي ومقره اديس ابابا إلى جوبا لاجراء محادثات. وقال مسؤول إثيوبي إن أعضاء الفريق من اثيوبيا وكينيا وأوغندا ورواندا. وهذه أول مبادرة هامة لإحلال السلام منذ اندلاع الاشتباكات.

وفي واشنطن أصدر الرئيس الأمريكي بيانا قال فيه إن الصراع يهدد بعرقلة التقدم الذي حققته البلاد منذ حصولها على الاستقلال.

وقال أوباما “يجب أن تتوقف التصريحات التحريضية والعنف المستهدف. ويجب على كل الأطراف أن تستمع إلى المشورة الحكيمة للجيران وتدخل في حوار وتتخذ خطوات فورية لاستعادة الهدوء ودعم المصالحة.”

وللمعارك الدائرة في جنوب السودان ابعاد أخرى ذات علاقة بسعي كل طرف الى الهيمنة على مقدرات البلاد وخيراتها حيث يمتلك جنوب السودان ثالث أكبر احتياطيات من النفط في أفريقيا جنوب الصحراء بعد انجولا ونيجيريا وفقا لبيانات شركة بي.بي.

ويمثل انتاج النفط الذي يبلغ نحو 245 الف برميل يوميا القسط الأكبر من ايرادات الدولة.وتدير ثلاث شركات رئيسية حقول النفط وهي مؤسسة البترول الوطنية الصينية وشركة او.ان.جي.سي فيديش الهندية وبتروناس الماليزية.

كما لدى جنوب السودان ثروة معدنية متنوعة وأراضي زراعية شاسعة ومخزون مائي وفير وهذا ما جعل جنوب السودان محل اهتمام الكثير من الدول الراغبة في الإستثمار خاصة وأن جنوب السودان بحاجة الى توظيفات كبيرة في البنى التحتية التي لا زالت شبه بدائية .

وهناك تخوف من ان تمتد المعارك في جنوب السودان الى دول مجاورة على خلفيات الصراع القبلي والأتني كما هناك تخوف لدى الخرطوم من ان تفقد حصتها من العائدات النفطية التي تم الأتفاق بشأنها عندما انفصل جنوب السودان عن السودان الأم .

وإذا ما استمرت المواجهات على الشكل الدائر عليه اليوم فمن المرجح لها ان تؤدي الى تقسيم البلاد خاصة وان كل طرف يحاول ان يسيطر على المناطق النفطية  لأنها توفر له الأمكانيات التي تتيح له تغطية نفقات الحرب في حال طال امدها .