يتحضر الفلسطينيون لإستحقاق كبير في شهر سبتمبر / ايلول المقبل لجهة مطالبة الأمم المتحدة الإعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود العام 1967 إلا في حال حصول مفاجأت مثل الموافقة على المبادرة الفرنسية الداعية لعقد مؤتمر دولي للسلام اواخر شهر يونيو / حزيران الجاري او اوائل الشهر المقبل في باريس ، أو في حال نشوب حرب جديدة قد يكون مسرحها جنوب لبنان او غزة . فمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وصلت الى حائط مسدود وسقطت معها كل الوعود الأميركية التي كانت تبشر بولادة دولة فلسطينية العام الجاري لأنه تبين ان الرئيس الأميركي باراك اوباما اعجز من ان يلتزم بهذا الوعد نتيجة ما يتعرض له من ضغوطات من اللوبي الصهيوني الناشط في الولايات المتحدة والذي اجبره على التراجع عما اعلنه في خطابه الشهير الشهر الماضي . مما يعني ان الأدارة الأميركية كانت تبيع الفلسطينيين “حقناً مهدئة” فيما هي في حقيقة الأمر متوافقة في الرأي تماماً مع رفض اسرائيل الإنسحاب الى حدود 1967 بما فيها القدس الشرقية ، وتمانع بشدة عودة أي لاجىء او إزالة أي مستوطنه يهودية من قطاع غزة والضفة الغربية . والموقف الأميركي يذهب في التماهي مع طروحات اسرائيل الى حد ان واشنطن ترفض ايضاً احالة ملف فلسطين الى الجمعية العامة للأمم المتحدة وتحذر من “مخاطر” هذا الأمر . وعندما ادركت واشنطن انها قد لا تتمكن من منع احالة ملف فلسطين الى الهيئة العامة للأمم المتحدة لجأت الى فرنسا في محاولة منها على ما يبدو لإعادة احياء مقترح قديم يقضي بعقد مؤتمر دولي للسلام في باريس اواخر الشهر الجاري او اوائل الشهر المقبل على ان تكون مهمته مناقشة مسألتي الأمن والحدود فيما يتم تأجيل مسألتي اللاجئين والقدس الى العام المقبل . ولقد حمل وزير خارجية فرنسا الان جوبيه هذا المقترح الى الجانب الإسرائيلي والفلسطيني ولكنه لم يتلق اي جواب بشأنه بعد خاصة وان الطرف الفلسطيني يتخوف من التالي : – ان يكون المؤتمر الدولي مناسبة للإعتراف بيهودية اسرائيل وأمنها وحدودها التي ترسمها لنفسها فيما الدولة الفلسطينية تكون دون عاصمة ودون عودة للاجئين ودون حدود عام 1967 . – ان يكون المؤتمر بديلاً عن اعلان الدولة الفلسطينية من قبل الأمم المتحدة وفرصة للمماطلة بحيث يخرج الفلسطينيون من المناسبتين بدون اي مكاسب . – ان يكون المؤتمر مناسبة لإعادة احياء الخلافات بين الفلسطينيين الذين سينقسمون ما بين مؤيد وما بين رافض . وبالتزامن مع المساعي الدولية التي تم تلزيمها الى باريس فإن هناك احاديث تدور عن احتمال اقدام اسرائيل على شن حرب ضد حزب الله في لبنان او ضد قطاع غزة متوخية من وراء ذلك تحقيق التالي : – اشعال اسرائيل أي جبهة مع جنوب لبنان او مع غزة سيؤدي حتماً الى توقف الحديث عن اعلان دولة فلسطينية من قبل الأمم المتحدة . – اشعال اي جبهة سيؤدي الى وقف اي مساعي ذات علاقة بالقضية الفلسطينية سواء في باريس او في الأمم المتحدة . – اشعال جبهة جنوب لبنان قد يكون هدفه محاولة القضاء على حزب الله مستفيدة تل ابيب من الأوضاع الجارية في سورية ومن الحصار المفروض على ايران بحيث أن استخدام حزب الله لمخزونه العسكري يعني انعدام قدرته على تعويض ترسانته ، ويعني ضعف قدرته المستقبلية على التهديد وهذا برأي اسرائيل مقدمة لإنتهاء فعالية حزب الله عسكرياً وبداية تحوله الى تنظيم سياسي . – اشعال جبهة غزة يعني اظهار حركة حماس على انها لا زالت تنظيم ارهابي ترفض الأعتراف بإسرائيل وتشكل خطراً على امن اسرائيل مع ما يستدعي ذلك من انعكاسات سلبية على خط المصالحة الفلسطينية وعلى مساعي السلام . وبمعنى أخر فإن الجميع في مأزق الأمر الذي يرجح ان تكون اشهر الصيف “حارة ” على كل المستويات .