قال الله في كتابه العزيز{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} صدق الله العظيم (البقرة:185)،
وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم ) : أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ فَطَّرَ مِنْكُمْ صَائِماً مُؤْمِناً فِي هَذَا الشَّهْرِ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ عِتْقُ نَسَمَةٍ وَ مَغْفِرَةٌ لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَيْسَ كُلُّنَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ (صلى الله عليه وسلم) اتَّقُوا النَّارَ وَ لَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ اتَّقُوا النَّارَ وَ لَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ .
هذا ما علمنا اياه ديننا الحنيف وما دعانا الى ممارسته في شهر رمضان المبارك لنكون بذلك القدوة الحسنة للأجيال القادمة ، كما كانت الأجيال السابقة قدوة وموعظة لنا .
وإذا ما أحببت انساناً وأردت الدعاء له في شهر رمضان فأقل ما تتمناه له هو أن يتقبل الله منه صيامه وقيامه .
وإذا ما تغافلنا عن البعد الإيماني لشهر رمضان وتحدثنا عن فوائده الصحية فإن كل التقارير العلمية توضح ان الصوم يحقق التوازن للجسد ويريح الجهاز الهضمي ويساعد على اكتساب عادات جديدة في التغذية تلازم الانسان طوال السنة الى ما هنالك من فوائد أخرى سبق وتحدث عنها كثير من الأطباء وعلماء التغذية .
ولكن ، وللأسف ، فإن معظم المسلمين في بقاع العالم يدركون البُعد الروحي لشهر رمضان ولكنهم يتجاهلون البُعد الصحي فيعملون وكأن شهر رمضان هو شهر الطعام وخاصة في المملكة العربية السعودية حيث تفيد التقارير المختصة ان فاتورة استهلاك السعوديين خلال رمضان تصل إلى نحو 30 مليار ريال مما يرفع نسبة الاستهلاك لمعدلات تصل إلى 150% زيادة عن معدلات الاستهلاك خلال الشهور العادية.
وصحيح أن الزيادة في الإستهلاك تساهم في تنشيط حركة التجارة والبيع ولكنها تؤدي بالمقابل الى ارتفاع معدل التضخم المتوقع له أن يصل إلى 4.5 % مقابل 3.8 % في الشهر الماضي، كما تؤدي الى ارتفاع أسعار 37 سلعة على رأسها الأرز والزيوت والألبان