جديد المركز

قمة سعودية – لبنانية للتفتيش عن مدخل للحوار بين اللبنانيين

ركزت القمة السعودية – اللبنانية على ضرورة تعزيز فرص الحوار بين اللبنانيين لأخراج هذا البلد من ازمته السياسية التي يتخبط بها منذ شهور طويلة وضرورة النأي عن الأزمة السورية لما لها من تداعيات خطيرة على لبنان .

كان هذا خلاصة اللقاء الذي تم يوم الأثنين 11/11/2013 في الرياض بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وبين الرئيس ميشال سليمان الذي التقى ايضاً اثناء وجوده في السعودية عدد من كبار مسؤولي  المملكة اضافة الى الرئيس سعد الحريري .

وسرت في لبنان قبيل انعقاد القمة الثنائية اخبار تفيد ان الرئيس سليمان توجه الى السعودية لبحث كيفية تشكيل حكومة جديدة ، ولجص نبض الرياض بشأن التمديد له ، ولكن جاءت الوقائع لتبين ان السعوديين ينأون بأنفسهم عن الدخول في مثل هذه الأستحقاقات ويعتبرونها شأن لبناني داخلي .

ولهذا تركزت المباحثات حول العلاقات الثنائية وكيفية الإرتقاء بها اضافة الى مناقشة اوضاع النازحين السوريين الى لبنان حيث وعدت الرياض بتقديم معونات فورية .

ولكن اللقاء الذي استمر زهاء اربعين دقيقة لم يمنع العاهل السعودي من الإستفسار من الرئيس اللبناني عن اسباب تعذر تشكيل حكومة حتى الأن وعن ابعاد تدخل حزب الله في سوريا ، وكان رد الرئيس سليمان بشأن النقطة الأولى ان الخلافات بين اللبنانيين تعيق الأتفاق على أي حكومة ملمحاً الى ان ولادتها قد تتم خلال شهر كانون الثاني / يناير او خلال شهر فبراير / شباط من العام المقبل لأن اللبنانيين سيكونون على عتبة استحقاق انتخاب رئيس جمهورية جديد الأمر الذي سيدفع بهم الى التفتيش عن تسوية ترضي كل الأطراف لعدم وقوع لبنان في فراغ رئاسي يضاف الى الفراغ الحكومي والى التعطيل الحاصل في مجلس النواب .

اما عن النقطة الثانية فقد اوضح الرئيس سليمان ان الجيش اللبناني غير قادر على منع حزب الله من القتال في سوريا ، وأن لهذه المسألة ابعادها الأقليمية والدولية .

والقادة السعوديون يعرفون هذا الأمر ولكن كان عليهم ان يسمعوا وجهة نظر الرئيس سليمان ليخلصوا معه الى نتيجة مفادها ان الحوار هو انجع السبل لوقف حال الأحتقان انطلاقاً من اتفاق بعبدا الذي يشكل قاسماً مشتركاً يمكن الركون اليه كمنطلق ليصار من خلال طاولة الحوار الى تطويره وتوسعته ليشمل نقاط أخرى .

ولكن هل يقبل اللبنانيون بالعودة الى طاولة الحوار على اساس اتفاق بعبدا ؟ هذا السؤال يقود الى التأكيد ان قوى 8 و 14 اذار تفسر كل منها مضمون اتفاق بعبدا وفق مرئياتها .

وإذا كانت قوى 8 اذار قد اقترحت عبر الرئيس نبيه بري ان يتم احياء طاولة الحوار للأتفاق على تشكيل حكومة جديدة والبحث في كافة النقاط الخلافية الأخرى فإن قوى 14 اذار تشترط تشكيل حكومة اولاً ومن ثم الذهاب الى طاولة الحوار ، كما تشترط لقاء اشراك حزب الله في هذه الحكومة انسحابه من سوريا .

وما بين الشروط والشروط المضادة يمكن التكهن بأن أي حل للوضع اللبناني بعيد عن متناول اليد حالياً لأن الجميع ينتظر ما ستؤول اليه الأوضاع في سوريا ، كما الجميع بات متيقناً بأن أي حل لا يمكن له ان ينجز ما لم  يتم عقد لقاء بين طهران والرياض .

وكانت معلومات قد تسربت بأن واشنطن قد فوضت باريس بالملف اللبناني ولكن العاصمة الفرنسية اعجز من ان تتمكن لوحدها من القيام بهذه المهمة دون مساعدة القوى الأقليمية خاصة وأن باريس بالنسبة لقوى 8 اذار ليست طرفاً محايداً لا في الملف السوري ولا في الملف النووي الإيراني رغم انها فتحت مؤخراً قنوات اتصال مع حزب الله على خلفية انها تتحاور مع جناحه السياسي وليس مع جناحه العسكري .