جديد المركز

للعمرة أهمية اقتصادية واعدة

تفيد أحدث الدراسات المختصة أن المملكة العربية السعودية قد احتلت المرتبة العالمية الأولى في أعداد السياح متفوقة بذلك على الكثير من الدول وخاصة منها فرنسا المشهورة بمتاحفها وأسواقها وجبالها وشواطئها وسهراتها المتنوعة .
وأعداد السياح الكبيرة التي تقصد السعودية ليس بهدف قضاء سياحة ترفيهية لتمضية سهرات غنائية او لمشاهدة أماكن أثرية أو للاستجمام على الشواطىء البحرية بل هي سياحة دينية روحانية تمتع النفس وتشرح الروح .
وإذا كانت كل أنواع السياحات معرضة لإنخفاض الإقبال عليها في حال أصبحت الإمكانيات المالية لا تسمح عند البعض بذلك فإن السياحة الدينية عرضة لمزيد من الإقبال عليها لما فيها من مكسب روحي يستثمره المرء يوم الحساب حيث لا يسأل لا عن سياحة تزلج ولا عن سياحة سباحة ولا عن سياحة طرب وسهر وإنما يسأل عما فعل لآخرته .
ومن المؤكد أن أولياء الأمر في مملكتنا الأبية يعون تماماً أهمية تنشيط وتفعيل السياحة الدينية التي تطال العمرة على مدار السنة وحملات الحج في موسمها ولهذا عمدوا الى إقرار توسعة جديدة في الحرم المكي لرفع القدرة الإستيعابية للمعتمرين الى 30 مليون شخص سنوياً وذلك لهدفين .
1 – الهدف الأول هو مواكبة التزايد الكبير في أعداد المسلمين في العالم وإفساح المجال أمام أكبر عدد ممكن لزيارة الأماكن المقدسة في المملكة .
2 – الهدف الثاني هو أن تنشيط العمرة على مدار السنة يعني فتح باب تفعيل الاقتصاد الوطني حيث التقديرات تفيد أن عوائد العمرة سترتفع بعد الانتهاء من مراحل التوسعة القائمة في الحرم المكي إلى أكثر من 300 مليار ريال سنوياً بخلاف عوائد موسم الحج.
وستعم بذلك الفائدة على من يعمل في مجال النقل والمواصلات والإعاشة والسكن وكذلك في مجال التجارة وخاصة منها العاملون في بيع الهدايا والاستذكارات .
وإذا ما تم الانتهاء من جميع المشاريع التوسعية الأخرى التي تشهدها المملكة والتي تطال مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد ومشروع قطار الحرمين وشبكات النقل، فإن القدرة الاستيعابية لموسم العمرة سترتفع إلى نحو 50 مليون معتمر سنوياً والعوائد سترتفع بدورها الى 500 مليار ريال .
والفائدة ستعم أيضاً المستثمرين الذين سيجدون أفضل الفرص من أجل إنشاء المزيد من الفنادق والمطاعم وشركات النقل والمواصلات مما يعني استيعاب أعداد هائلة من الفنيين والمختصين والأيدي العاملة .
فرجائي ان يعي شبابنا أهمية ما نحن مقبلون عليه وأن يتخصصوا علمياً ومهنياً في مجال هذه السياحة التي لا تنضب ولا تنخفض .