بعد أن كان احتمال نشوب حرب بين اسرائيل وحزب الله مستبعداً وقد اكد ذلك أكثر من مرة امين عام الحزب السيد حسن نصرالله ، فقد عادت اجواء الحرب لتخيم مجدداً .
وتقول اوساط من حزب الله ان نسبة نشوب حرب زادت عن ال 50 % وأن الحزب يتحضر ليس فقط لخوض حرب على الأراضي اللبنانية بل بنقل الحرب الى داخل اصبع الجليل حيث تقام مستعمرات عدة للإسرائيليين .
وتتوقع المصادر أنه في حال نشوب حرب فإن الجبهة ستكون مفتوحة من الجنوب اللبناني حتى الجولان السوري بإعتبارها اصبحت جبهة واحدة بعد انشاء مقاومة في الجولان على غرار المقاومة في لبنان .
وتعيد اوساط حزب الله التذكير بالخطابات النارية التي اطلقها السيد نصرالله مؤخراً ضد اسرائيل والتي هدد فيها بقصف مفاعل ديمونة ، وما كان ليقول ذلك لولا استشعاره أن هناك احتمال بنشوب حرب قريبة ، وأنه عاد الى توجيه نفس التهديد في خطاب له يوم 18/3/2017 بمناسبة ولادة السيدة الزهراء .
وقالت هذه الأوساط ايضاً أن هذا ما دفع بالرئيس ميشال عون عشية زيارته الى القاهرة الى القول أنه مع سلاح المقاومة وأن الجيش مع المقاومة سيكونون في مواجهة أي عدوان اسرائيلي ، وأن الجيش وحده لا يستطيع ذلك بسبب ضعف التجهيزات والمعدات التي يمتلكها .
وفي نفس السياق تصدر تحليلات عن اهداف زيارة نتنياهو الى موسكو إذ طلب بوضوح الحصول على ضوء أخضر من موسكو لتوجيه ضربة الى ايران . ولكن تحليلات أخرى تقول أن نتنياهو طلب السماح لسلاح الجو الإسرائيلي استخدام الأجواء السورية لضرب حزب الله في الجولان ولبنان، وأن موسكو اعربت عن موافقتها .
ويؤكد ذلك ايضاً وزير استيعاب المهاجرين وشؤون القدس في الحكومة الإسرائيلية زائيف إلكين في حديث لإذاعة “صوت إسرائيل” بقوله : “إن المحادثات التي يجريها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في موسكو هامة للغاية”، متوقعا أن تسمح موسكو لإسرائيل بالتحليق بحرية تامة في المجال الجوي السوري فيما يخص متابعة نشاطات حزب الله.
ولقد نفى الكرملين صحة هذه التقارير وقال دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي: “لا مكان لهذه المزاعم بالواقع على الإطلاق”. وشدد على أن هذا الموضوع لم يطرح في سياق الاتصالات الروسية الإسرائيلية وغير وارد بتاتا.
ولكن ديمتري لم ينف احتمال وقوع حرب عبر المواجهة المباشرة من خلال الأراضي والأجواء اللبنانية .
وكشفت مصادر لجريدة “الجمهورية” اللبنانية (13/3/2017) ان “وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تحدث خلال زيارته بغداد عن حرب مقبلة ستقوم بها واشنطن وتل أبيب ضد إيران و”حزب الله”، وأنّ هذا الجوّ يظلّل خلفية وحسابات كلّ الملفات المطروحة في لبنان، بدءاً من السعي الى تأجيل الانتخابات (النيابية) أو في إطار إجراء فرز جديد للاصطفافات الداخلية”.
وفي سياق متصل رأت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” أنه بعد عقد من الزمن على هدوء الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة بدأت بوادر الحرب تقترب. لكن الباحثة في معهد الشرق الأوسط في واشنطن والخبيرة في شؤون حزب الله رندا سليم تستبعد، في حديث إلى الصحيفة نفسها، نشوب أي حرب كبيرة، رغم أن “الأخطاء في بناء الحسابات والرسائل يمكن أن تحدث”.
ووفق الصحيفة، سلمت وزارة الدفاع الأميركية البيت الأبيض خطة أولية لهزيمة داعش، وهي المهمة التي وصفها ترامب بأنها من أولويات السياسة الخارجية لحكومته. وفي حين مازال الاقتراح سرياً، أشارت بعض التقارير إلى وجود توصيات بتوسيع نطاق الحرب ضد الجماعات المسلحة الأخرى العاملة في منطقة الشرق الأوسط، ومن بينها تنظيم القاعدة وربما حزب الله. وهذا ما ألمح إليه الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي.
وتذكر مونيتور أنها كانت أول من كتب عن تطور قدرات العمليات الهجومية لحزب الله في العام 2008، حتى قبل أن يشير إليه نصرالله نفسه. وتكشف عن معلومات، تستند إلى مصادر في جنوب لبنان، تفيد بأن الحزب أبقى العديد من كبار مقاتليه، خصوصاً فرق الصواريخ المضادة للدبابات ووحدات الصواريخ في لبنان، عوضاً عن ذهابها إلى سوريا. وخلال الشهرين الماضيين، كانت وحدات الحزب تجري مسحاً شاملاً، بملابس مدنية، على مستوى منخفض على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وقامت بأخذ القياسات الواسعة من الأراضي المجاورة، بما في ذلك التدرجات المنحدرة، وتصوير الدفاعات الإسرائيلية الجديدة على الجانب الآخر من السياج. وهذا المسح، الذي هو جزء من الحرب النفسية، تراقبه إسرائيل من الجانب الآخر، وتؤكد أن أنشطة حزب الله ضدها لم تتوقف رغم تورطه في الحرب السورية.
مقابل ما سبق ذكره، ونقلاً عن تحليلات أخرى من المستبعد حصول أي حرب على المدى المنظور لعدة اعتبارات :
– الأولوية الأن لمحاربة الإرهاب ولهذا قد ترفض موسكو اندلاع أي حروب أخرى قد تستغلها الحركات الإرهابية لتعزيز مواقعها بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها في سوريا والعراق .
– أي حرب ستنشب من الصعب التكهن بمساراتها بسبب عنصر المفاجأة عن طرفي النزاع سواء بالتخطيط او بنوعية الأسلحة التي ستستخدم ، مما يعني ان حرب تموز 2006 ستكون مجرد نزاهة امام هول حرب جديدة قد تنشب .
– ان اسرائيل مرتاحة جداً لتورط حزب الله في الوحول السورية إذ خسر حتى الأن نحو الفي مقاتل وألاف الجرحى. ولذا لا تجد تل ابيب نفسها مضطرة الى الدخول في مواجهة لطالما أن قوة حزب الله تستنزف في جبهات أخرى .
– هناك شبه اجماع على انتقاد دور حزب الله في المنطقة ، وأي حرب بينه وبين اسرائيل قد يجعله يكسب مؤيديين هم في موقع الخصوم اليوم .