المسيرة الإنسانية الصادقة لا تتوقف عند توقف حياة من يرعاها ويحتضنها بل تواصل طريقها على أيدي المؤمنين بها ممن جبلهم الله على فعل الخير دون انتظار منة من أحد .
وهؤلاء ما أكثرهم في مملكتنا الأبية وخاصة الذين تربوا على أخلاق وطبائع وقيم وتعاليم ومفاهيم الملك عبد العزيز طيب الله ثراه .
وخير مثال على ذلك الأثر الطيب الذي تركه لنا المغفور له الأمير سلطان بن عبد العزيز حين أقر جائزة عالمية باسمه لكل مبدع في حقل المياه ، فأتى ولي العهد السعودي، وزير الدفاع، نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن عبدالعزيز ليكمل المسار الى جانبه الأمير خالد بن سلطان من أجل أن تبقى هذه الجائزة محفزاً للعلماء ودافعاً للخبراء ممن يحتاج العالم إلى علمهم وإبداعاتهم في مجال الماء الذي هو حاجة ضرورية لبقاء البشرية ولحياة كل المخلوقات .
وبما أنني عضو في هذه الهيئة فقد تشرفت مؤخراً بحضور حفل توزيع جائزة الأمير سلطان على الدكتور أشوك جادجل من جامعة كاليفورنيا بيركلي، بالولايات المتحدة الأمريكية وعلى الدكتور كيفن ترنبيرث، من المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي، بالولايات المتحدة الأمريكية،والدكتور تشارلز فرانكلين هارفي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بالولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور محمد خياط سحيمي، من جامعة كومبلوتنسي في مدريد، بأسبانيا والدكتور داميا بارشيلو من معهد كاتالان لبحوث المياه، بأسبانيا.
وكان بالمناسبة للأمير سلمان كلمة أكد فيها أن الدولة تبذل جهوداً مستمرة في تأمين المياه للمواطن في كل مكان، موضحاً أنها ستنجح وبوادرها تبشر بالخير.
وأهمية هذه الجائزة ليست فقط لأنها تعرب عن تقدير ما يقوم به العلماء بل لأنها تمدهم بإمكانيات تتيح لهم تطوير أبحاثهم لما في ذلك من خدمة للبشرية جمعاء وخاصة لهؤلاء القاطنين في مناطق جافة وصحراوية والذين يفتقرون مع سائر المخلوقات الى مادة البقاء على الحياة .
من هنا تكمن أهمية أن يرعى سيدي ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز حفل توزيع الجوائز ، ومن هنا يكمن إدراك سمو الأمير خالد بن سلطان أهمية أن تبقى مسيرة الجائزة حية ، ليس فقط لتخليد ذكرى والده العطرة بل لإيمانه أيضاً بأن مبادرة الأمير سلطان منارة عالمية تهدي الى الطريق الصواب كل من يفكر في خدمة البشرية ليرتقي بذلك الشعور بالمسؤولية من مستوى التفكير الفردي الى مستوى التفكير الجماعي .