أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمرا ملكيا يوم الخميس في 27/10/2011 قضى بتعيين الأمير نايف ولياً جديدًا للعهد، خلفا لشقيقه الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي توفي يوم السبت 22/10/2011 في نيويورك بعد معاناة طويلة مع المرض . وأعلن الديوان الملكي أمر العاهل السعودي بتسمية الأمير نايف ولياً جديدا للعهد؛ بعد اجتماع هيئة البيعة التي التقت الملك عبدالله بقيادة رئيسها الأمير مشعل بن عبدالعزيز . وتعيين ولي العهد كان اول تجربة ناجحة لهيئة البيعة التي اسسها الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ونص أمر تأسيسها بأنها تتكون من أبناء الملك عبد العزيز أو أحفاده في بعض الحالات التي يحددها النظام، بالإضافه إلى إثنين يعينهما الملك، أحدهما من أبنائه والآخر من أبناء ولي العهد، وتقوم عند وفاة الملك بالدعوة إلى مبايعة ولي العهد ملكًا على البلاد . وحسب ما نص عليه نظام الهيئة يقوم الملك بعد مبايعته وبعد التشاور مع أعضاء الهيئة باختيار من يراه مناسبًا لولاية العهد على أن يعرض بعد ذلك اختيار الملك على الهيئة لترشح واحدًا منهم، وفي حالة عدم ترشيحها لأي منهم فعلى الهيئة ترشيح من تراه مناسبًا لولاية للعهد، وفي حالة عدم موافقة الملك على ترشيح الهيئة، تقوم الهيئة بعملية تصويت بين من رشحته والآخر يختاره الملك، وتتم بعد ذلك تسمية الحاصل على أكثر الأصوات وليًا للعهد . وحدد نظام الهيئة بأن يتم اختيار ولي العهد في مدة لا تزيد على ثلاثين يومًا من تاريخ مبايعة الملك . وبما انها المرة الأولى التي تشهد السعودية وفاة الملك قبل ولي عهده فقد راهن البعض ان يكون اختيار ولي للعهد خلفاً للأمير سلطان موضع خلاف ، وبدأ هولاء المراهنين يسربون معلومات تفيد ان هناك امراء غير راضين ، او محتجين ، او طامحين شخصياً ليتم تسميتهم ، ولكن ثبت انها كانت رهانات مغرضة خاصة وأن الوقائع اثبتت ان هيئة البيعة وافقت فوراً على ما اقترحه الملك عبدالله فكان الأمير نايف ولياً للعهد . ووفقا للبيان الملكي فإن هيئة البيعة سمت الأمير نايف بن عبدالعزيز وليًا للعهد، بعد إشارة الملك عبدالله لها باختيار ولي العهد. والأمير نايف هو الابن الثالث والعشرون للملك عبدالعزيز، وولد بمدينة الطائف (غرب السعودية) في العام 1933، ودرس الأمير نايف في مدرسة الأمراء حيث تلقى التعليم على يد والده وعلى أيادي كبار العلماء والمشايخ. وتدرج في المناصب التي تولاها منذ عهد والده الملك عبد العزيز، حيث عين في 1953 أميرا لمنطقة الرياض بعد أن كان وكيلا عليها في العام 1952. وفي العام 1970، عين نائبًا لوزير الداخلية، وصدر بعدها مرسوما ملكيا في عهد الملك فيصل يقضي بتعيينه وزير دولة للشؤون الداخلية، وفي ذات العام كذلك صدر أمر بتعيينه وزيرًا للداخلية. وعام 2009 تم تعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ، وقد كان هذا التعيين بمثابة اعلان غير رسمي على تسميته ولياً مقبلاً للعهد . ويعرف عن الأمير نايف انه قد حارب بشراسة التيارات التكفيرية في السعودية وحقق الكثير من الإنتصارات عليها ان لجهة قتل بعض رموزها او اعتقال اعداد كبيرة من قادتها وعناصرها . كما يعرف عنه محاربته لعمليات تهريب المخدارت وترويجها حيث عمل من خلال موقعه كرئيس فخري لمجلس وزراء الداخلية العرب على إقرار المجلس مشروع الإستراتيجية العربية، لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية إضافة إلى الإستراتيجية الأمنية العربية وذلك في الدورة الثانية التي انعقدت في بغداد عام 1984. ويعود الفضل بشكل كبير في استتباب الأمن في السعودية الى الأمير نايف .كما يعود الفضل اليه في اقامة افضل العلاقات مع الجهاز الديني في المملكة . وتتحلى شخصيته بالصرامة والجدية وسرعة الحسم والحزم ، وبذكاء فطري حاد . كما انه ممن لا يتهاون مع من يعبث بالأمن سواء كان جهة داخلية او طرف اقليمي لأن أمن السعودية وأستقرارها مسألة لا تحتمل من جهته أي تلاعب او مماطلة او تسويف او تساهل . ومن غير المعروف بعد إذا كانت وزارة الداخلية ستبقى في عهدة ولي العهد الأمير نايف ، كما من غير المعروف من سيتولى منصب وزير الدفاع الذي كان يشغله المغفور له الأمير سلطان بن عبد العزيز .