جديد المركز

الخطوط السعودية بين المسؤولين والمواطنين

بدأت الخطوط السعودية تتعافى وتسترجع صحتها ، وبات أمامها الطريق مفتوحا على مصراعيه من اجل التطور والتقدم وعودة امتلاك زمام المبادرة للتنافس مع الشركات العالمية .

وإذا كنا قد استبشرنا خيراً بإسناد رئاسة هيئة الطيران المدني ورئاسة مجلس الخطوط السعودية الى سمو الأمير فهد بن عبدالله في مقالتنا الأسبوع الماضي ليس فقط لأننا نكن مودة خاصة لشخصه الكريم ، ولا لأنه يستحق كل ثقة ، بل ايضاً لأننا من المؤمنين انه الرجل المناسب في المكان المناسب فهو خير خلف لخير سلف .

ونحن ندرك تماماً ان اليد الواحدة لا تصفق بل بحاجة الى يدٍ أخرى ، أي أن الأمير فهد قد يخطط ويتابع ويراقب ويحث على التنفيذ ، ولكن هناك أيضاً دور كبير للعاملين في قطاع الطيران المدني وأيضاً للمواطنين.

فالعاملون في الخطوط السعودية كانوا يتذرعون في السابق أن السعودية ترزح تحت مديونية كبيرة وأنها لا تحصل على ما يلزمها من تمويل من أجل تحديث أسطولها وتحسين مستويات خدماتها وخاصة منها التقنية والخدمية. ومن الممكن ان يكون ذلك صحيحاً خلال فترة زمنية محددة حين كانت المملكة تعيش تداعيات حرب الخليج وتحرير الكويت بالنظر لما ساهمت به مالياً وعسكرياً وسياسياً واقتصادياً الأمر الذي دفع بأولياء الأمر الى وضع سلسلة من التراتبية بحيث يأتي الملف الأهم ، ومن ثم الأقل أهمية .

أما اليوم فإن المملكة والحمد لله برعاية خادم الحرمين الشريفين بات لديها فائض في الموازنة مما أتاح لها العودة للاهتمام بقطاعات إنتاجية هامة ، منها السعودية كمؤسسة طيران وطنية لجهة التطوير والتحديث أو لجهة التخصيص . وبذلك لم يبق امام العاملين في هذا القطاع إلا ان يمدوا يد العون لرئيسهم سمو الأمير فهد وان يتقاسموا معه هموم هذه المؤسسة لإعادتها الى موقعها الطليعي والرائد من خلال اقتراح المبادرات الخلاقة ، وعدم السماح بالتقصير ، والعمل بجدية وبحماس وبضمير حي من منطلق ان الموظف شريك وليس أجيراً لطالما أن ما يقوم به هو الذي يوفر له لقمة عيشه مع عائلته .

وبذلك يستعيد المواطن السعودي ثقته بهذه المؤسسة و يعتمدها في الدرجة الأولى في تنقلاته الداخلية والخارجية ، لان المواطن السعودي يعلم علم اليقين بأنه بقدر ما يعتمد عليها فإن الخطوط بالمقابل تعتمد عليه لتنتعش وتتقدم وتتطور وتحسن من أدائها ، وترفع من مستويات خدماتها .

ونعلم جميعاً كمواطنين بأن دعم هذه المؤسسة معنوياً على الأقل هو واجب وطني لأنها لم تتعامل يوماً مع السعوديين بخلفية تجارية بل بخلفية خدماتية .

ولو شاءت ان تفكر فقط بالربح لما وقعت في عجز خاصة في رحلاتها الداخلية التي أرادتها الدولة ان تكون ميسرة ومسهلة في خدمة المواطن ومن أجله وجه مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده حفظهم الله بضرورة تحقيق حلم المغفور له الأمير سلطان بن عبدالعزيز بأن تنهض المؤسسة نهضة تتناسب وأهمية هذا الوطن ..فوجه خادم الحرمين الشريفين بدعم هذا الأسطول بكل الوسائل المتاحة والكوادر البشرية في مواقعها المختلفة …

حفظك الله ياخادم الحرمين وحكومتك الرشيدة كما أردت أن يكون شعار “السعودية” على كافة أسطول السعودية بارزاً ليحفظها الله في الأرض وفي السماء .