كلنا يتذكر المكانة الهامة التي كانت تحتلها الخطوط الجوية السعودية عربياً ودولياً والتي كانت محط أنظار كل العاملين في هذا القطاع .وهذه المكانة لم تأتِ من عبث بل نتيجة جهد مبذول من الإدارة المختصة التي كانت تتابع أمور المسافر من الحجز لبطاقته ، مروراً بحقيبته وصولاً الى خدمته على متن الرحلة بما يكفل راحته دون تذمر أو ملل أو كسل أو تقتير في حسن الضيافة .
وكلنا نتذكر أيضاً كيف أن كل هذه الامتيازات فقدت بريقها خلال السنوات الماضية ، وكيف أن رحلات طيران المملكة أصبحت مهمة شاقة يقوم بها المسافر إن من حيث الحجز ، أو السعر ، أو تسليم واستلام الحقيبة ، أوالخدمة على متن الطائرة ، وكيف كانت وجوه طاقم الخدمة مكفهرة ومشمئزة الى حد كان الراكب يظن انه ضيف غير مرغوب فيه ، أو انه عبء ثقيل ، او أنه متسول يستعطي رضا مضيفة لا هم لها سوى قبض راتبها آخر الشهر .
وليس غريباً ان كان قد عمد الكثيرون الى الإحجام عن الاستعانة بالخطوط السعودية واللجوء الى شركات أخرى لطالما ان الراكب يدفع ثمن راحته وحسن استقباله . وجاءت النتيجة ان منيت الخطوط بخسائر مالية فادحة ، وتراجعت مستوياتها العالمية ولم يعد يستقل طائراتها إلا من لم يكن لديه خيارأو بديل .
ورغم ان حالة الركود قد طالت بعض الشيء إلا ان التحسين ، وإن جاء متأخراً ، أفضل بكثير من ألا يأتي أبداً .. فلقد عدنا لنشهد مدى حجم التحسين الذي طرأ مؤخراً على كل متطلبات المسافر منذ انطلاقته من باب منزله وصولاً الى مغادرته باب الطائرة بعد وصوله الى جهته المقصودة .
عدنا نلاحظ حرارة الاستقبال داخل الطائرة، والحماس بالاهتمام بأمور المسافر ، وعدنا نرى البسمة على ثغور المضيفين والمضيفات ، وعدنا نسمع كلمات الترحيب والحرص على راحتنا الأمر الذي دفعنا لتذكر الأيام الخوالي.
ويقيني ان السعودية ستستعيد قريباً مكانتها العالمية وستعود الثقة مجدداً بينها وبين المسافرين لطالما ان هناك الآن من يراجع ويتابع ويحاسب ويبادر ويراقب ، ولطالما أن هناك اليوم من يعيد الأمان والاطمئنان ليس فقط للمسافر بل أيضاً للموظف بتوفير الأمن النفسي من خلال الوقوف بجانبه معنوياً وإدارياً للمساهمة في حمايته ودعمه لحل ما قد يواجهه من مشاكل معنوياً وإدارياً ليتمكن من العطاء بأريحية صادقة …عملاً بمثل فرنسي يقول «اننا لا يمكن لنا أن نصبح عمالقة إذا كنا محاطين بأقزام « …وهنا تصبح السعودية -كما هي دوماً – صورة مشرقة للدولة التي تحمل اسمها بين السماء والأرض .
وغني عن التذكير هنا بأهمية المردود الاقتصادي للخطوط على المستوى الوطني وعلى مستوى المكانة والمنافسة وهذا ما نستبشر به خيراً على يد صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن سعود الكبير وأذرعه من المخلصين من مسئولي السعودية كل من خلال موقعه ..وبذلك يصبح شعار « نعتز بخدمتكم « ينطبق على الراكب والموظف على قدم المساواة .