يوم السادس والعشرين من شهر جمادى الأخرة عام 1433 احتفل السعوديون ومعهم العالم العربي والإسلامي بذكرى مرور سبع سنوات على مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز واستلامه زمام الحكم الرشيد محققاً خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة انجازات تعجز عنها دول عظمى ، وتحول دونها أمم كبرى مهما علا شأنها وتوافرت امكانياتها وطاقاتها .
فالإنجازات لا تحققها فقط الإمكانيات المطلوبة بل ، وقبل ذلك ، الرغبة والقدرة وقوة العزم والتصميم ، وهذه هي ميزة الملك عبدالله بن عبد العزيز اطال الله بعمره وأبقاه سنداً ودعماً للمملكة التي ازدهرت على عهده ، وتقدمت وتطورت بفضل سعة بصيرته ، وعمق استشرافه، وبُعد رؤيته ، وحرصه الشخصي على المتابعة والمراقبة من بداية لحظة التخطيط الى نهاية مرحلة التنفيذ .
كيف لا ، وهو يحمل سمة القائد الحقيقي ، والموجّه الحكيم ، والدارس الرزين ، والمخطط القويم ، وهو الذي يختزل أمة في شخصه من خلال رزانته ،ورجاحة مشورته ، وشفافية صدقه ، وحقيقة التزامه .
سبع سنوات والإنجازات تتحقق الواحدة تلو الأخرى، ولا مصلحة له إلا أن يرى بلده يتقدم ويتطور ، وشعبه مستقراً وآمناً ومطمئناً وسعيداً ، وأمته معافاة تعيش بسلام ، ودينه منتشراً في الآفاق يمد يداً للخير وأخرى للمحبة ليتسع صدر الإسلام لكل مؤمن عاهد الله على الوفاء والتعاون والبر والتقوى .
سبع سنوات أرسل خلالها 130 ألف مبتعث للدراسة في 26 بلداً ، ورفع عدد الجامعات من 8 الى نحو 30 جامعة من ضمنها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن ، وبنى مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ ، ومدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل ، ومدينة جازان الاقتصادية ، ومدينة المعرفة الاقتصادية في المدينة المنورة ، ومركز الملك عبدالله المالي في الرياض .
سبع سنوات تمكن خلالها من سعودة الوظائف ، وإدخال القطاع الخاص في شراكة ، ودعم رأس مال صندوق التنمية العقارية وإعفاء المتوفين من قروض هذا الصندوق ، ومحاربة الفساد ، وتحسين رواتب الموظفين ، ومضاعفة حجم الإستثمارات في المدن الصناعية في ينبع والجبيل ، وتعزيز القدرات التنافسية للسلع السعودية ، وإيصال المملكة الى مرتبة عضو اصيل في مجموعة الدول العشرين .
سبع سنوات استطاع فيها توفير رعاية صحية شاملة للمواطنين ، وتوسعة المدن الطبية والمراكز الصحية والمستشفيات وتأمين ما تحتاجه من دعم وتمويل ، وترميم المساجد والجوامع ، ومد الأندية الرياضية بالمال
سبع سنوات وأصبح خلالها للمرأة السعودية الحق بالمشاركة في مجلس الشورى ، والترشح في الإنتخابات البلدية .
سبع سنوات حارب فيها الإرهاب ، واقترح الحلول للأزمات عربياً ودولياً ، وموَل الدول والشعوب المحتاجة، وسعى لتفعيل حوار الحضارات والأديان ، وبذل جهداً لتعميم ثقافة السلام .
سبع سنوات توّجها مؤخراً بالدعوة الى اقامة اتحاد خليجي حرصاً منه على التكامل مع الأشقاء والتعاضد مع الأخوة .
هذا هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لمن يجهله ، وهذه هي بعض إنجازاته في سبع سنوات ، وما دعاؤنا الى الله العلي القدير إلا ان يمده بسبعات طوال من العمر لننعم بعطاءاته التي لا تنقطع ولنتفيأ بظلاله الوارفة التي لا يمحوها نور شمس ولا تهزها الرياح والعواصف .
