شرفت بدعوة المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لعضوية مجلس إدارة جائزة سموه -رحمه الله- العالمية للمياه، منذ أن أسسها سموه وحتى تاريخه ومجلس الجائزة يجتمع بصورة دورية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان نائب وزير الدفاع.
ومضت عشر سنوات من عمر الجائزة حققت ما لم تُحقِّقه جوائز عالمية أخرى من أهداف سامية لخدمة الإنسانية، وليس هناك أهم من المياه التي جعل الله منها كل شيء حي.
وفي اجتماع مجلس إدارة الجائزة الذي عقد جلسته الثالثة من الدورة الخامسة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع، تم خلاله إقرار الجوائز المخصصة للمبدعين عن العام 2011 – 2012 بناء على توصية اللجنة العلمية التي ترصد بكل شفافية وموضوعية وعلمية الأبحاث والدراسات والإنجازات في مجال المياه على المستوى العالمي دون أي اعتبار للجنسية أو للون أو للعرق أو للقومية.
ويأتي الاجتماع المذكور ليتوج عشر سنوات من بدء عمل جائزة الأمير سلطان دون أن تستكين همة المشرفين عليها، ودون أن تهون عزيمتهم أو تضعف إرادتهم أو يخفت وهج طموحاتهم، وكأني بهم قد بدأوا لتوهم عملهم بكل حماس وجدية دون ملل أو كلل.
وكيف لا وهم المؤتمنون على إرث حضاري لم يبدعه المغفور له الأمير سلطان بن عبدالعزيز عن رغبةٍ في حمل ألقاب جديدة، ولا للتباهي بل لأنه -رحمه الله- كان من المؤمنين الصادقين بضرورة مد البشرية بما ينفعها من علوم، وخدمة الإنسانية بما يساعدها في الارتقاء إلى أعلى المستويات.
وجائزة الأمير سلطان العالمية للمياه ليست الوحيدة التي تكتسي أهميتها وريادتها بل هناك أيضًا عشرات من أعمال خيّرة خصصها المغفور له في حقول التنمية والصحة والتعليم والسكن ومكافحة الفقر والإبداع والثقافة.. وغيرها، من منطلق إيمانه بدينه الإسلامي الحنيف الذي يوجب على كل مسلم أن يعمل لخير البشرية جمعاء انطلاقًا من قول الحديث الشريف: (لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى).
وما يشرح الصدور وييسر القلوب أن المؤتمنين على إرث الأمير سلطان الحضاري يعملون وكأن سموه -طيب الله ثراه- ما زال بينهم، يراقبهم ويحاسبهم ويحثهم على بذل المزيد من العطاء والمثابرة والجهد.. ولكم هم أوفياء لمتابعة مسيرة الراحل الكبير، وأخص بالذكر منهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز الذي لا يرأس اجتماعًا لمجلس جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه إلا وهمه الأساسي كيف يحقق طموحات وتطلعات والده الراحل، وأن يحيل أحلامه وأمانيه إلى واقع ملموس لتبقى هي الذكرى والعبرة لكل من عاصر الفقيد، أو لكل من سيسمع به بعد أجيال وأجيال.
وإيماننا بدورنا ليس أقل حماسًا من حماس سمو الأمير خالد بن سلطان رعاه الله، وكما سبق وعاهدنا المغفور له أن نكون إلى جانبه، فإننا اليوم نُجدِّد العهد لسموه وأخوته -رعاهم الله- على السير نحو تحقيق أمانيه، وروحه بين بارئها مطمئنة على استمرار نتاج ما بذرته أياديه البيضاء.