أروع مكافأة تكون عندما ينصف الراعي رعيته إذ يشعرهم بأهمية ما يقومون به ويزيد من تشجيعهم ويبارك لهم عملهم ويدب في نفوسهم الحماس والتصميم على المزيد من العطاء .
وأروع مكافأة للراعي العادل عندما يتلمس مدى حرص رعيته على وطنهم ومصالح أمتهم فيمسون بالنسبة إليه العين الساهرة التي يرى من خلالها مسيرة الوطن بأكمله ، ويستشعر من خلال أدائهم انهم السند والعضد له لأنهم يقومون مقامه في كل ما يطمح اليه ، وينفذون نيابة عنه كل رغبة ، ويتساوون معه في الغيرة على حسن سير العمل لتتحقق بفضله وبفضلهم أعلى درجات التقدم والرقي والتطور والرخاء والازدهار .
ومن نعم الخالق الكريم علينا انه وهبنا راعياً يحاسب من أخطأ ويكافئ من أصاب دون وجل ولا خوف مستقياً أحكامه السديدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ومن سيرة الصحابة الراشدة .
وهذا ليس بغريب على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي أمر مؤخراً بصرف مكافأة تشجيعية بقيمة 6.67 مليون ريال، لـ250 موظفاً من منسوبي ديوان المراقبة العامة، الذين أدى اجتهادهم ويقظتهم خلال العامين الماضيين إلى اكتشاف صرف مبالغ من قبل عدد من الجهات المشمولة برقابة الديوان دون وجه حق أو الالتزام بها دون سند نظامي، ما نتج عنه استرداد مبالغ كبيرة لصالح خزينة الدولة بلغ مجموعها أكثر من 787.35 مليون ريال.
وإذا كانت هذه المكرمة الملكية قد شملت 250 موظفاً فهذا لا يعني على الإطلاق انه لا يوجد موظفون من أمثالهم في الدوائر الأخرى للدولة والذين من المؤكد سيحظون بالتفاتة كريمة تقديراً لجهودهم ودورهم ونظافة كفهم ونزاهة نفوسهم .
وإذا كان موظفو ديوان المراقبة قد تمكنوا من استعادة هذا المبلغ الكبير لصالح خزينة الدولة ، فمن المؤكد أيضاً ان هناك موظفين في دوائر عدة قد اضاعوا على الدولة أضعاف هذا المبلغ وإلا ما معنى ان ينشئ خادم الحرمين الشريفين هيئات للمراقبة والمحاسبة ومكافحة الفساد والتي لا بد انها كشفت او ستكشف عن تجاوزات مالية لم يعد من الممكن التستر عليها بعد أن وفر مليكنا لكل مصلح الأمن والأمان ليمنع عنه كل تهديد او ترهيب قد يأتيه من صاحب نفوذ استغل منصبه او موقعه او صلاحياته ليكدس الأموال في جيبه خلسة بدلاً من أن يصرفها في خدمة الشعب كما هو بالأصل مقرر لها من قبل أولياء الأمر الذين بفضل رعايتهم وعنايتهم ومتابعتهم وصلت مملكتنا الأبية الى ما هي عليه اليوم من موقع عالمي ومن مكانة مرموقة ليس من السهل بلوغها .
والمكارم الملكية ليست محصورة فقط بموظف أو بمسؤول بل تطال ايضاً قطاعات أخرى متعددة منها على سبيل المثال ما أمر به خادم الحرمين الشريفين لجهة اعطاء راتب كامل لمرافقي الطلاب المبتعثين الى الخارج سواء كان سعودياً متزوجاً من اجنبية او أجنبياً متزوجاً من سعودية . كما أمر خادم الحرمين الشريفين شركة أرامكو بتشييد البنى التحتية لمدينة جيزان الإقتصادية .
فهنيئاً لنا بهذا الراعي الذي لا همَّ له سوى خير الرعية ، وهنيئاً لنا برعية تعرف معنى العطاء وتقدره لأننا بهذا الراعي وبهؤلاء الرعية نبني وطناً الى المجد .