سعودة العمالة وتوطين الوظائف في المملكة العربية السعودية ليست بالأمر المستجد بل تتم هذه الخطوة وفق دراسة معمقة اعدت قبل سنوات بعد ابحاث وإحصاءات ومراجعة لمتطلبات سوق العمل وكفايته ولمدى توافر الكادر السعودي القادر على القيام بالمطلوب مع كل ما يستدعي ذلك من خبرة وكفاءة وإنتاجية .
ولهذا ليس مفاجئاً ان تقوم السلطات السعودية المختصة بترحيل بعض من العمالة الأجنبية الوافدة بعد ان تم ضمان كامل حقوقهم المالية دون أي اعتبار لجنسياتهم ودياناتهم.
كما ليس مفاجئاً ان تخرج الأبواق المحرضة التي تكن تاريخياً الحقد للمملكة وأن تتاجر بهذه القضية متعمدة تشويه الحقائق لجهة اتهام السلطات المعنية انها تحرم جماعة ما من مصدر عيشهم او تحارب جماعة ما بقوت يومهم لأن مثل هذه الأبواق اعتادت على النيل من بلادنا ومن سمعتها ولكنها لم تنجح يوماً فيما ترمي اليه لأن للرياض مصداقية دولية قلما تتوافر لدول أخرى ولقادة المملكة سمعة يعجز عن بلوغها أقزام اعتادوا على العيش بين الحفر .
ولمن لا يعلم نقول ان عدد العاطلين عن العمل في السعودية هو بحدود 1.5 مليون شخص من ابناء الوطن ومن جنسيات وافدة ولذا من الطبيعي ان يكون لأولياء الأمر تصرف يوفر للسعوديين العيش الكريم في وطنهم حتى وإن كان ذلك على حساب الوافد الذي عندما كان يحتاج عملاً دون الإضرار بغيره فقد فتحت له السعودية ذراعيها وقلبها . ولكن عندما يصل الأمر الى حد تهديد السعودي بلقمة عيشه ورزق عياله فمن الأولى الاعتذار من الوافد مع حفظ كامل حقوقه القانونية والإنسانية والمالية .
ولمن لا يعلم نقول ايضاً ان هناك نحو 150 الف مبتعث سعودي تصرف عليهم الدولة وعلى مرافقيهم بدل كل ما يحتاجونه وتوفر لهم التفرغ الكامل للدراسة والتحصيل العلمي من اجل تحقيق مرادهم ، والذين سيعودون تدريجياً الى الوطن لتوظيف ما تعلموه في خدمته وخدمة ابنائه ولكي يبدأوا مسيرة الإنتاج والاستقرار وبناء الأسرة وتقدم وتطور وازدهار الوطن .
وقد يكون ذلك ايضاً على حساب الوافد الموجود في السعودية الذي من حق السعودي ان يأخذ مكانه وأن يدير موقعه لأنه اولى من الأجنبي بخدمة بلاده التي لم تبخل عليه من اجل تعليمه وتجهيزه .
ورجائي ألا يخرج علينا المحرضون والحاقدون ليقولوا اننا نطرد الوافد لأنه من غير المنطقي لا شرعاً ولا انسانياً ولا قانونياً ولا علمياً ان ينال السعودي شهادته وأن يعلقها على الجدار للصبابة فيما هناك غيره من خارج السعودية من يأخذ مكانه .
من هنا نجدد القول ان السعودة هي خيار استراتيجي مبني على اسس علمية وحاجة ملحة لا تحتمل التأجيل رغم اننا تباطأنا كثيراً في تحديد زمن التنفيذ .
فأن نصل خير من أن لا نصل ابداً سواء أعجب ذلك من ينفخ في قربة مثقوبة ام لم يعجبه !!