جديد المركز

البورصات العالمية تحت رحمة الإشاعات

لم تعد شبكات التواصل الإجتماعي أدوات للتسلية أو لتبادل الأفكار والآراء او للتعارف على مستوى الكرة الأرضية بل يمكن استخدامها كسلاح فتاك من شأنه أن يطيح خلال دقائق باقتصاد أهم الدول وبأسعار أسهم أكبر البورصات العالمية .
وخير مثال على ذلك ان مجموعة من القراصنة المجهولين تمكنوا يوم الأربعاء 24/4/2013 من اختراق موقع وكالة الأنباء الأميركية «اسوشيتدبرس « التي تتواصل مع 1.9 مليون مشترك عبر « تويتر « ونشروا خبراً يفيد عن « وقوع انفجار في البيت الأبيض وإصابة الرئيس باراك أوباما بجروح « .
ولم يمض سوى ثلاث دقائق حتى اعادت الوكالة تصويب وضعها ونفي ما تم نشره ، ولكن هذه الدقائق الثلاث كانت كافية لأن تخسر أسهم داو جونز في وول ستريت 145 نقطة او ما يعادل 136 مليار دولار أميركي .
وهذه ليست المرة الأولى التي تحصل فيها مثل هذه الكوارث الإقتصادية إذ سبق وحصل خطأ فني تم بموجبه تحويل أسعار اسهم إحدى الشركات من ملايين الى مليارات وذلك يوم 5 مايو عام 2010 واستمر الخطأ لمدة 20 دقيقة وكان من نتيجة ذلك ان خسرت بورصة نيويورك 862 مليار دولار أميركي .
وهنا يحق لنا التساؤل عن مدى هشاشة الاقتصاد العالمي ، وعن مدى تأثره بأية إشاعة ، وعن سهولة خفض أسعار الأسهم أو رفع سعرها ، مما يعني ان البورصات العالمية لم تعد تتعامل مع اسهم الشركات على أساس القيمة التجارية لهذه الأسهم بل على اساس العامل النفسي الذي يتحكم يومياً بالأوضاع الدولية التي تنعكس بدورها على أسعار الأسهم فترفع لو شاءت من القيمة التجارية لشركة هي في الأساس ضعيفة ومديونة ، وتخفض القيمة التجارية لشركة هي في الأساس قوية وغنية .
وبذلك نلاحظ ان العالم يتعامل يومياً مع ثروات وهمية ومع أرقام هي في الحقيقة دفترية أكثر من أن تكون حسابات واقعية ، كما نلاحظ ان رجال الأعمال من أصحاب الملايين أو المليارات انما هم يمتلكون ثروات وهمية لأنها يمكن أن تذوب وتختفي بأي لحظة وكأنها قصور من رمال إذ ما ان تلامسها أي موجة حتى وأن كانت ناعمة وسلسة فإنها كفيلة بتدمير هذه القصور وكأنها لم تكن .